للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يسائلوا أنفسهم ليلهم ونهارهم: ألا يستطيع هؤلاء الناس أن يرضوا منهم بدون عودتك، وعودتك موتهم الأحمر وشقاؤهم الأكبر؟

ينثرون الذهب على الناس نثرا ليتألفوهم ويستدنوهم, فيلتقطونه وهم يلعنونهم؛ لأنه مالهم قد أخذوه منهم ثم نثروه عليهم.

يوزعون الرتب والنياشين على الخاملين والمغمورين ليكونوا أعوانهم وأنصارهم بدل الأعوان والأنصار، فيمنحونهم من ألسنتهم ووجوههم ما لا يمنحونهم من قلوبهم وأفئدتهم؛ لأن الحب لا يشترى بالأسماء والألقاب.

يخلعون الوظائف الكبرى والمناصب الخطيرة على صغار الموظفين وأحداثهم ليخلبوهم ويبهروا عقولهم, فلا يصنعون لهم شيئا سوى أن يجاملوهم في مجالسهم ببعض ما يحبون، فإذا خرجوا من عندهم خرجوا هازئين بهم ساخرين.

يبتاعون أقلام فقراء الكتاب وضعفائهم ليكتبوا لهم ما يحط من شأنك ويرفع من شأنهم, فيفعلون كارهين متبرمين؛ لأن القلم لا يجد لذة المراح والجولان إلا في ميدان الصدق والاعتقاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>