للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض، وتضطرب له أكناف السماء، وكذلك يسجل لهم التاريخ في صفحاته من العار والشنار ما سجل لأمثالهم من الخارجين المارقين.

مولاي!

لا الشمس الطالعة من مشرقها صفراء كالذهب تنشر الأضواء في الآفاق, وتعابث بأشعتها اللامعة المتلألئة ذوائب الأشجار وقمم الجبال ورءوس الهضاب, وتبعث الأزهار من أكمامها والطيور من أوكارها.

ولا البدر السائر في سمائه بعظمته وجلاله بين حاشية من كواكبه ونجومه، يمسح بليقته الفضية جبين السماء، ويمزق حجب الظلام عن وجه الغبراء.

ولا الربيع المقبل في أثواب زهوره ورياحينه، ومطارف غدرانه وجداوله، يوشي بساط الأرض بأبدع الألوان وأبهاها، ويملأ الفضاء الرحب بأطيب الروائح وأعبقها.

ولا الطيور الصادحة على أفنانها توقع نغماتها على خرير الماء, وتترجم في توقيعها عن شجو النفوس وحنينها، وخفقان القلوب وأنينها.

ولا أحلام الحياة اللذيذة المنبعثة في النفوس انبعاث الراح في الأجسام، تحيي مواتها، وتثتثير نشوتها، وتهز أعطافها،

<<  <  ج: ص:  >  >>