للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

الحمد لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، لا إله إلا هو أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا، ووسع عباده رحمةً وحلمًا، جفَّت الأقلام بما قدَّره أزلًا، وله المشيئة النافذة فيما قدَّر وقضى، والحكمة البالغة فيمَن أضلَّ وهدى.

وأصلِّي وأسلِّم على رسوله المصطفى، ونبيِّه المجتبَى، وعلى آله وصحبه أعلام الورى، ومصابيح الدُّجَى، وعلى مَنْ استَن بسنته واقتفى.

وبعد:

فإن الإيمان بالقدر ركنٌ عظيمٌ من أركان الإيمان، لا يصحُّ إيمان العبد إلا بتحقيقه على ما دلَّ على ذلك خبر الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم، وقد سأله جبريل عن الإيمان، فقال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه» (١).

وقال : «لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشرِّه» (٢).

والقدر نظام التوحيد، لا يتمُّ التوحيد إلاَّ به.

قال ابن عبَّاسٍ : «القدر نظام التوحيد؛ فمَن وحَّد الله سبحانه وكذَّب بالقدر؛ كان تكذيبه للقدر نقضًا للتوحيد، ومَن وحَّد الله وآمن بالقدر كانت العروة الوثقى» (٣).


(١) أخرجه مسلم (٨).
(٢) أخرجه أحمد (١١/ ٣٠٥) (٦٧٠٣)، وعبد الله بن أحمد في السنة (٢/ ٤١٨)، وابن أبي عاصم في السنة (ص: ٦١)، وقال العلامة الألباني: «إسناده حسنٌ».
(٣) أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة (٢/ ٤٢٢)، والفريابي (ص: ١٤٣)، والآجري (٢/ ٨٧٦)، وابن بطة (٤/ ١٥٩)، واللالكائي (٤/ ٧٤٢).

 >  >>