للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثالها: كفر المؤمن والمعاصي التي عصمه الله منها؛ فلم تقع منه (١).

الفرق بين الإرادتين الشرعيَّة والكونيَّة:

[١] ما أراده الله كونا لا بدَّ من وقوعه، وما أراده شرعًا لا يلزم وقوعه؛ فقد يقع وقد لا يقع، إلا أن تتعلَّق به الإرادة الكونيَّة.

[٢] ما أراده الله كونا قد يحبُّه الله ويرضاه، وقد لا يحبُّه ولا يرضاه، فالله أراد المعصية كونًا ولا يرضاها شرعًا، وما أراده الله شرعا لا بدَّ أن يحبَّه ويرضاه.

[٣] الإرادة الكونيَّة لا تستلزم الأمر إلا إذا اجتمعت مع الإرادة الشرعيَّة، والإرادة الشرعيَّة تستلزم الأمر؛ فكلُّ ما أراده الله شرعًا أمر به.

[٤] الإرادة الكونيَّة قد تكون مقصودةً لغيرها، كإرادة خلق إبليس وسائر الشرور؛ لتحصل بسبب ذلك المجاهدة والتوبة والاستغفار، وغير ذلك من المحابِّ، والإرادة الشرعيَّة مقصودةٌ لذاتها؛ فالله أراد الطاعة لنفسها ورضيها وأحبَّها (٢).

ثانيًا: أقوال المخالفين في تقسيم الإرادتين:

خالف في هذا التقسيمَ: طائفتان:

الطائفة الأولى: القدريَّة.

أثبتوا الإرادة الشرعية وأنكروا الإرادة الكونية، وزعموا أن كفر الكافر ومعصية العاصي لا تدخل تحت إرادة الله ولا تقديره.

وقالوا: إن الأمر يستلزم الإرادة، فكلُّ ما أمر به فقد أراده، وقالوا: علمنا


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٨/ ١٨٩).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٨/ ١٨٨ - ١٨٩)، ومنهاج السّنة (٣/ ١٦٤ - ١٦٥، ١٨٠ - ١٨١)، وشفاء العليل (٢/ ٧٦٨ - ٧٦٩)، وشرح الواسطية للفوزان (ص: ٣٨).

<<  <   >  >>