للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيرهم؛ فإثبات النوعين جميعًا» (١).

القول الثاني: (قول الجهميَّة وطائفةٍ من الأزارقة).

قالوا: إنه ليس للعبد استطاعةٌ، لا قبل الفعل ولا معه. وهذا بناءً على أصلهم أنه ليس للعبد فعلٌ ولا قدرةٌ، وإنما الفاعل على الحقيقة هو الله، والعبد مجبورٌ على فعله، ونسبة الأعمال إلى المخلوقين على المجاز، كما يُقال: أمطرت السماء، وسال الوادي (٢).

[القول الثالث: (قول المعتزلة والشيعة، وهو الغالب على نفاة القدر).]

قالوا: للعبد استطاعةٌ تكون قبل الفعل، ولا تكون معه البتَّة. وهي صالحةٌ للضدَّين، ويستطيع بها العبد أن يفعل الخير والشرَّ، والطاعة والمعصية (٣).

القول الرابع: (قول الأشاعرة، وهو الغالب على مثبتة القدر).

قالوا: للعبد استطاعةٌ مع الفعل لا تكون قبله. وهي لا تصلح للضدَّين، وإنما تصلح لفعلٍ واحدٍ؛ إذ هي مقارنةٌ له لا تنفكَّ عنه (٤).

بيان الحق في ذلك والرد على المخالفين:

كلُّ هذه الأقوال المخالفة لقول أهل السنة باطلةٌ ومردودة بالنصوص المتقدم نقلها في معتقد أهل السنة. وأبعد هذه الأقوال عن الحقِّ وأغرقها في الضلال؛ قول الجهميَّة، ثم يليه في الفساد قول الأشاعرة، ثم قول المعتزلة (٥).


(١) مجموع الفتاوى (١٨/ ١٧٣).
(٢) انظر: الملل والنحل (١/ ٨٧)، والفرق بين الفرق (ص: ١٩٩)، والفصل (٣/ ١٤).
(٣) انظر: الفرق بين الفرق (ص: ٨٤)، والفصل (٣/ ١٤)، ومجموع الفتاوى (٨/ ٣٧١).
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (٨/ ٣٧١).
(٥) انظر: الفتاوى الكبرى (٦/ ٦٤١).

<<  <   >  >>