للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - أن هذا من أوهام جلسائه في فهم كلامه من غير أن يثبت عنه. وما أكثر ما كُذب على أهل العلم قديما وحديثا بسبب سوء الفهم لكلامهم.

كما قال الشاعر (١):

وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا … وَآفَتُهُ مِنَ الْفَهْمِ السَّقِيمِ

[ثانيا: الإمام مكحول]

هو أبو عبد الله مكحول بن عبد الله الشامي، تابعي جليل القدر، إمام أهل الشام في زمانه، توفي سنة ثلاث عشرة ومائة (٢).

وقد اختلف في نسبته إلى القدر من عدمه على ثلاثة أقوال:

[القول الأول: أنه يقول بالقدر.]

وقد وردت بذلك عدة نقول:

فعن ابن خراش أنه قال: «مكحول شامي صدوق، وكان يرى القَدَر» (٣).

وقال الذهبي: «هو صاحب تدليس، وقد رمي بالقَدَر، فالله أعلم» (٤).

وعن علي بن حملة قال: «كنا على ساقية بأرض الروم، والناس يمرون


(١) وقد ابتلينا في هذا العصر بهذا الداء من قبل من يفهم من القول ما لا يقصده المتكلم ولا يدل عليه لفظه بحال، فينسب الناقل للمتكلم ما فهمه هو من كلامه لا حقيقة كلامه، وكنت ممن ابتُلي بسوء فهم هؤلاء المتوهمين لكلامي ونسبتهم لي أقوالًا لم تخطر لي على بال، فنشرتُ في حسابي في (التويتر) تحذيرًا من ذلك فقلت: «كلامي ما نطق به لساني أو سطره بناني، لا ما عبر به الناقل بلفظه، ومعناه ما دل عليه لفظه في سياقه وسباقه، لا ما توهمه السامع بفهمه».
(٢) انظر: البداية والنهاية (٩/ ٣٠٥) ميزان الاعتدال (٤/ ١٧٨).
(٣) تهذيب الكمال (٢٨/ ٤٧٢) وتاريخ الإسلام (٧/ ٤٨٠).
(٤) ميزان الاعتدال (٤/ ١٧٧) تاريخ دمشق (٦٠/ ٢٢٠).

<<  <   >  >>