للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي أَنَّهُ إذا كان الاسم على وزن «فَعَالِ»، ولم ندرِ أمعدول) (١) هو أم لا، فسيبويه يصرفه استنادا على الجانب الإِحْصَائِيّ الذي قام به لهذا الوزن، والذي قال إِنَّ معظم حالات هذا الوزن يكون فيها مصروفا.

» الملحوظة الرابعة: أنَّ الاتجاه الإِحْصَائِيّ ليس مقصورا فقط على التراكيب النحوِيَّة بل يمتد أيضا إلى الأبنية الصَّرْفِيَّة، مثل:

« ... وفَعِلٌ أقل من فَعِيل بكثير») (٢).

«ألا ترى أَنَّ تَفْعَلُ ويَفْعَلُ في الأسماء قليل») (٣).

«ومع ذا أنَّ فَعاعِيل وفَعاعل أكثر وأعرف من فعالل وفعاليل») (٤).

«ليس في الكلام مثل: سَرْداحٍ ولا فَعْلالٌ إلا مُضعَّفًا») (٥).

«ألا ترى أنَّه ليس في الكلام سِفْعَال») (٦).

» الملحوظة الخامسة: أنَّ سيبويه في إحصائه الوصفي المسحي يحدد البيئة اللُّغَوِيَّة) المجتمع (التي يستقي منها مادته، ويعتمد الأسئلة المباشرة، ولا يخلط ما تَتَمَيَّز به بيئة لغَوِيَّة عن بيئة أخرى، فهو يحفظ لكل بيئة لغَوِيَّة خصوصيَّتها اللُّغَوِيَّة: النحوِيَّة والصَّرْفِيَّة، وكثيرا ما ردَّدَ سيبويه قوله «ومن العرب ... »، تلك المقولة التي ترددت أكثر من مَرَّة، وبلغ عدد المرَّات التي أحصيتُها لهذه المقولة مائتين وتسعة) ٢٠٩ (مَرَّة.

ومن الأمثلة التي تؤيد هذه الملحوظة أقواله:

«وسألنا العُلْويين والتميميين ... ») (٧).

«وسألنا من يرفع في قوله: سرتُ حتى أدخلها ... ») (٨).


(١) يقصد بمصطلح ((العدول)): إخراج الكلمة عن صيغتها الأصلية لغير قلب أو تخفيف أو إلحاق أو معنى زائد. ينظر: د. محمد سمير اللبدي: معجم المصطلحات النَّحْوِيَّة والصَّرْفِيَّة، ص ١٤٧
(٢) سيبويه: الكتاب، ١/ ١١٢
(٣) سيبويه: الكتاب، ٣/ ١٩٧
(٤) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٤٣٢
(٥) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٢١٨
(٦) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٤٣٤
(٧) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٢٩١
(٨) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٢٢

<<  <   >  >>