للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ت ومن خلال الاستعمال يقف على التشابه الاستعمالي بين الألفاظ؛ فيربط بينها، يقول:

«وإِنَّمَا شبَّهوا ((كِلَا)) في الإضافة بـ ((عَلَى)) لكثرتها في كلامهم») (١).

ث تقديم غطاء تفسيري لكثير من الجمل التي يناقشها، مثل: «أَمَّا قوله عزَّ وجلَّ: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يُونُس: ١٠] ... ولا تكون أنِ التي تنصب الفعل؛ لأَنَّ تلك لا يُبتدأ بعدها الأسماءُ. ولا تكون «أيْ»؛ لأَنَّ «أيْ» إِنَّمَا تجيء بعد كلام مستغنٍ ولا تكون في موضع المبنيِّ على المبتدإ») (٢).

في هذا المثل يناقش نوع الحرف ((أن)) في الآية القُرْآنِيَّة معتمدا على الخصائص الاستعمالية لأنواعها المختلفة. فيستبعد أن تكون ((أن)) الأداة التي تنصب الفعل؛ لأنَّ تلك الأداة من جهة الاستعمال «لا يُبتدأ بعدها الأسماءُ»، ويستبعد أيضا أن تكون بمعنى «أيْ»؛ لأنَّ تلك الأداة من جهة الاستعمال «لا تكون في موضع المبنيِّ على المبتدإ».

ج تقوية توجيه نحويّ وإضعاف آخر، مثل: «واعلم أنَّ النصب بالفاء والواو في قوله: إِنَّ تأتني آتِك وأُعْطِيَك ــ ضعيف، ... فهذا يجوز وليس بحدِّ الكلام ولا وجهِه») (٣).

ح الوقوف على الخصائص النحوِيَّة لكلمات اللُّغَة، مثل: « ... كما خلصت حروف الاستفهام للأفعال، نحو: هلا وألا») (٤).

خ أمن اللَّبس: فقد استغل سيبويه الاستعمال اللغويّ ــ من حيث أَنَّهُ يمنع اللَّبس في المعنى ــ في بعض الأحيان، فعند حديثه مثلا عن بناء «فَاعِل» يذكر أَنَّهُ إذا كان اسما فإِنَّهُ يُكَسَّرُ على بناء «فَوَاعِل»، وأما إِنْ كان صفة وأجري مجرى الأسماء فيبنى على «فُعْلان» وعلى «فِعال»، ولا يُكَسَّرُ على «فَواعِل»؛ «لأَنَّ أصله صفة وله مؤنث، فيفصلون بينهما؛ إلا في فوارس فإِنَّهُم قالوا: فوارس كما قالوا: حواجر؛ لأَنَّ هذا اللفظ لا يقع في كلامهم إلَّا للرجال، وليس في أصل كلامهم أَنْ يكون إلا لهم. فلما لم يخافوا الالتباس قالوا فواعلُ، كما قالوا فُعْلانٌ وكما قالوا: حوارثُ؛ حيث كان اسمًا خاصًا كزيدٍ») (٥).


(١) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٤١٣
(٢) سيبويه: الكتاب، ٣/ ١٦٣
(٣) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٩٢
(٤) سيبويه: الكتاب، ٣/ ١٦٠
(٥) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٦١٥

<<  <   >  >>