للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- «كما يشبهون الشيء بالشيء، وإن لم يكن مثله ولا قريبا منه») (١).

- «وإن سميت رجلا ببَقَّمَ أو شَلَّم ــ وهو بيت المقدس ــ لم تصرفه البتة؛ لأنَّهُ ليس في العربِيَّة اسمٌ على هذا البناء») (٢).

- « ... وليس هذا طريقة الكلام، ولا سبيله؛ لأنَّهُ ليس من كلامهم أَنْ ضمروا الجار») (٣).

ــ الفوائد العَمَلِيَّة التي تعود على البحث من خلال الوقوف على منهج سيبويه في كتابه:

نأتي في نهاية فصلنا هذا إلى نقطة مُهِمَّة ومحورية وهي: ما الفوائد العَمَلِيَّة التي تعود على بحثنا هذا من وقوفنا على منهج سيبويه؟ ولماذا تجشمنا عناء ماسطَّرناه في الصفحات الفائتة؟

سبق أَنْ قدمنا في بداية هذا الفصل أَنَّ حديثنا عن آليات منهج سيبويه تساعدنا بشكل دقيق في معرفة دور سياق الحال في التوجيه والتَّقْعِيد عنده، وتجعلنا نفهم بشكل صحيح أقواله ونصوصه. ونضيف هنا أيضا بعضا من هذه الفوائد:

• بعد أَنْ وقفنا على العناصر الأربعة السابقة لمنهج سيبويه: تنميط اللُّغَة إلى تراكيب مجرَّدة، ثُمَّ تتَبُّعها إِحْصَائِيّا في السِّياقات المختلفة، ثُمَّ ربط التركيب النَّمَطِيّ المُعَيَّن بدلالات مُعَيَّنَة إِنْ

وجدت، ومعايشة هذه التراكيب، نقول: إِنَّ هذه العناصر ستجعل ما يقوله سيبويه من نتائج سيكون مرتبطا باللُّغَة لا الكلام، أي أَنَّ كل ما سنثبته إِنْ شاء الله متعلِّقًا بقرينة السِّياق ودورها في التَّقْعِيد والتوجيه النَّحْوِيّين عنده سيكون مرتبطا باللُّغَة ذاتها، وليس بالأحداث الكلامِيَّة الوقتِيَّة العارضة.

• ومن الأمور شديدة الأهمِيَّة التي نقف عليها من خلال هذا المنهج أَنَّ الأمثلة التي يضربها سيبويه لتوضيح قواعده ما هي إلا أمثلة تمثل ((تراكيب وبنية لغَوِيَّة)) موجودة في اللُّغَة. فسيبويه إذا أدار الكلام في قاعدة نحوِيَّة حول ((مَثَل)) أو مجموعة من ((الأمثلة))؛ فإِنَّهُ لا يقصد المثل في حد ذاته، بل يقصد ((التركيب)) الذي تمثِّله هذه الجملة أو تلك الجمل.

• إن وقوفنا على هذه العناصر ــ وخاصة عنصر الإحصاء ــ يرفع مصداقيَّة سيبويه في أقواله وتقريراته؛ إذ أَنَّها ليست وليدة معالجة نصٍّ واحد أو اثنين، بل لأَنَّ معظم هذه الأقوال والتقريرات ناتجة عن دراسة لمعظم نصوص اللُّغَة.


(١) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٥٩، وينظر مع هذا الموضع أيضا المواضع التالية: ١/ ٥٩، ١/ ١٢٣، ١/ ١٨٢، ٣/ ٣٥٣، ٣/ ٣٨٢، ٣/ ٦٤٦، ٤/ ٩٣
(٢) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٢٠٨
(٣) سيبويه: الكتاب، ٢/ ١١٥

<<  <   >  >>