«واعلم أَنَّهُ لا يجوز أَنْ تقول: زيدٌ، وأنت تريدُ أَنْ تقول: لِيُضْرَبْ زيدٌ، أو لِيَضْرِبْ زيدٌ إذا كان فاعلا، ولا زيدًا، وأنت تريد ليَضرب عمرو زيدًا. ولا يجوز: زيدٌ عمرا؛ إذا كنتَ لا تُخاطِبُ زيدًا؛ إذا أردتَ لِيَضْرِب زيدٌ عمرًا وأنت تخاطِبُنى، فإِنَّما تريد أَنْ أُبْلِغَه أنا عنك أَنَّكَ قد أمرته أَنْ يضرب عمرًا، وزيدٌ وعمروٌ غائبانِ، فلا يكون أَنْ تُضْمِرَ فِعْلَ الغائبِ. وكذلك لا يجوز زيدا، وأنت تريد أَنْ أُبْلِغَه أنا عنك أَنْ يَضْرِبَ زيدًا؛ لأَنَّكَ إذا أضمرتَ فعل الغائب ظنَّ السامعُ الشاهدُ إذا قلت: زيدًا أَنَّكَ تأْمُرُه هو بزيد؛ فكرهوا الالتباس هنا ككراهيتهم فيما لم يؤخذْ من الفعل نحوُ قولك: عَليكَ، أَنْ يقولوا عليه زيدًا، لئلاَّ يشبَّهَ ما لم يؤخَذْ من أمثلة الفعل بالفعل. وكرهوا هذا فى الالتباس وضَعُفَ حيث لم يُخاطبِ المأمورَ») (١).
ولنفهم ما يقصده سيبويه في هذا الاقتباس نتخيل أَنَّ لدينا موقفا أو سياقا يضم أربعة
م ... الجمل التي لا تجوز في النَّصّ السابق ... ما يريده المُتَكَلِّم ... السبب في عدم الجواز ... استنتاج
١ ... زيدٌ ... لِيُضْرَب زيدٌ أو لِيَضْرِبَ زيدٌ ... غياب زيد ... تجوز هذه الجملة إذا كان زيد حاضرا، وتوجه إليه المُتَكَلِّم بالكلام، وعلم من خلال السِّياق أَنَّ المُتَكَلِّم يريد منه أَنْ يضرب أو يُضرب.
٢ ... زيدًا ... ليضربَ عمرو زيدًا ... غياب عمرو وزيد عن موقف الكلام ... تجوز الجملة السابقة إذا كان عمرو وزيد حاضرين أمام المُتَكَلِّم، وعلم عمرو من السِّياق أَنَّ المُتَكَلِّم يريد منه أن يضرب زيدًا.