للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ج الميل للشعر عند التَّقْعِيد:

اعتمد سيبويه في كتابه على مادة تتكون من:

١ ــ عبارات مروِيَّة، وأخرى غير مروِيَّة.

٢ ــ ومفردات عربيَّة وأخرى أعجميَّة، خالصة أو معربة.

٣ ــ مسائل مفترضة قيست على نظائر لها في اللُّغَة.

٤ ــ شواهد من القرآن وأخرى من الشعر والرجز) (١).

ولقد مال سيبويه ــ كما لا حظ د. إبراهيم أنيس ــ للشواهد الشعرِيَّة «اعتقادا منه أَنَّ رواية الشعر أدق من رواية النثر، وأَنْ تذكر المنظوم أيسر من تذكر المنثور، وأنَّ احتمال التغيير والتبديل في الشعر أقل من احتماله في المروي من النثر» (٢)، ومن يحصِ الشواهد المروية في الكتاب يجد «عدد شواهد الكتاب الشعرية ألفا وخمسين شاهدا) ١٠٥٠ (، وعدد الأمثال مع الأساليب والنماذج النحوية) أعني الشواهد النثرية (الواردة في الكتاب ثلاث مئة وخمسين. هذا عن كلام العرب. أمَّا القرآن الكريم فعدد الآيات المستشهد بها في الكتاب أربع مئة وسبع وأربعون آية، والأحاديث الشريفة فيه ثمانية ... أي أن هناك) ١٠٥٠ (شاهدا من الشعر مقابل) ٨٠٥ (شواهد من كل ما عداه. فإذا اتخذنا «الكتاب» مثلا للمؤلفات اللغوية ــ وإنَّه لكذلك في غير متن اللغة والدلالة ــ فإن هذا البيان لنوعيَّات الشواهد، وعدد كل منها فيه، يثبت اعتماد الأحكام اللغوية في جمهورها الأعظم على الشعر») (٣).

إن الاحتجاج بالشعر ــ ليس عند سيبويه فقط بل في غالب المؤلفات النحوية ــ «أفشى وأشيع كثيرا من الاحتجاج بكلام العرب النثري، ولعل هذا سببه شيوع حفظ الشعر») (٤).


(١) د. علي النجدي ناصف: سيبويه إمام النُّحَاة، ١٤٣
(٢) من أسرار اللُّغَة، ص ٣٤٢
(٣) د. محمد حسن حسن جبل: الاحتجاج بالشعر في اللغة الواقع ودلالته، دار الفكر العربي، القاهرة، ط ١، ) بدون تاريخ للطبعة (، ص ٤، الحاشية ذات الرَّقْم ١، ومما ورد في خزانة الأدب للبغدادي ١/ ١٧: ((قال الجرمي نظرت في كتاب سيبويه فإذا فيه ألف وخمسون بيتا فإما الألف فقد عرفت أسماء قائليها فأثبتها وأما الخمسون فلم أعرف أسماء قائليها فاعترف بعجزه ولم يطعن عليه بشيء)).
(٤) السابق، ص ٥٢

<<  <   >  >>