للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا على معناه الخاص، بل على إسنادها إلى شيء آخر») (١). وأشاروا إلى أنَّها «من عناصر الإحالة Reference التي تعمل على تماسك النَّصّ وترابطه؛ وذلك لكونه يحدد دور المشاركين في الزمان والمكان داخل المقام الإشاري، وهو من العناصر المبهمة التي تحتاج إلى ما يفسرها متقدما كان أو متأخرا. وينقسم عند القدماء إلى إشارات تدلُّ على القرب، وأخرى تدلُّ على البعد حسب موقع المُتَكَلِّم أو الزمان، هذا بالإضافة إلى أَنَّه ضمير قوي وعنصر فاعل، إذ يمكن استخدامه

مكثفا؛ أي مشيرا إلى عدد كبير من الأحداث السابقة له؛ رغبة في الاختصار أو اجتنابا للتكرار» (٢)

****

٣ ــ الأدوات «الزائدة»:

آثرنا هنا أَنْ نجمع كل الأدوات التي يمكن أَنْ تأتي زائدة في الكلام، وأَنْ يكون كلامنا عنها جملة واحدة منعا للتكرار. وسنقوم فيما يلي بذكر هذه الأدوات «الزائدة» التي وقفنا عليها في الكتاب وبجوار كل منها كلام سيبويه.

وهذه الأدوات هي:

أالأداة «أنْ الزائدة»: ويقول سيبويه فيها: «وأما أنْ فتكون بمنزلة لام القسم في قوله: أَمَّا والله أَنْ لو فعلتَ لفعلتُ. وقد بينا ذلك في موضعه. وتكون توكيدًا أيضًا في قولك: لمَّا أَنْ فَعَلَ، كما كانت توكيدًا في القسم وكما كانت إِنْ مع مَا») (٣).

ب الأداة «باء الجر الزائدة»: ويقول سيبويه فيها: «وقد تكون باء الإضافة بمنزلتها) مِن الجارة (في التوكيد، وذلك قولك: ما زيد بمنطلقٍ، ولستُ بذاهبٍ، أراد أَنْ يكون مؤكِّدًا حيث نفي الانطلاق والذهاب») (٤).

ت الأداة «ما الزائدة»: ويقول سيبويه فيها: «وأما قوله عزّ وجلّ: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ}؛ فإِنَّما جاء لأنَّهُ ليس لـ ((مَا)) معنىً سِوى ما كان قبل أَنْ تجيء إلا التوكيد») (٥)، وقال: «وتكون توكيدًا لغوًا، وذلك قولك: متى ما تأتِني آتِك، وقولك: غضِبْتَ من غير ما


(١) بحث للأستاذ الدكتور أحمد عفيفي، بعنوان: ((الإحالة في النص دراسة في الدِّلَالَة والوظيفة)) ضمن الكتاب التذكاري للمؤتمر الثالث للعربية والدراسات النَّحْوِيَّة الذي عنوانه ((العَرَبِيَّة بين نحو الجملة ونحو النص))، ٢/ ٥٣٢
(٢) السابق، بحث الأستاذة الدكتورة: نادية رمضان، بعنوان: ((عناصر السبك بين القدماء والمحدثين)) ٢/ ٥٧٦
(٣) سيبويه: الكتاب، ٤/ ٢٢٢
(٤) سيبويه: الكتاب، ٤/ ٢٢٥
(٥) سيبويه: الكتاب، ١/ ١٨٠

<<  <   >  >>