للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير اقتصار على أحدهما، نحو: بهرني ورد الحديقة، وأغراني بقطفه، ولما أقطفه، أي: ولما أقطفه؛ لا في الزمن الماضي «قبل الكلام»، ولا في الحال «وقت الكلام»») (١).

إن توضيح سيبويه للمعنى الدِّلَالِيّ لـ «لَمَّا» بعبارته «إِنَّما هي لقوم ينتظرون شيئا» يدل على صحة ما ذهبنا إليه من معايشة سيبويه للتركيب النَّحْوِيّ الذي يدرسه في النصوص الحَيَّة المنطوقة، تلك المعايشة التي لا تغفل أبدا ملابسات السِّياق التي تقال فيه. كما تدل هذه الجملة أيضا على تتَبُّع سيبويه للتركيب الدِّلَالِيّ في السِّياقات الدِّلالِيَّة المختلفة التي يرد فيها.

٨ ــ أدوات النصب «إذن، حتى، فاء السببية»:

يُنْظَر ما كتب عنها في السِّياق والجملة الفعلِيَّة.

٩ ــ الأداة «نِعْمَ»:

إن دراستنا للأداة ((نِعم)) وغيرها من الأدوات «السِّياقِيَّة» تؤكد على أَنَّ السِّياق سياق الحال هو المتحكم الأوَّل في استعمال الأداة بوجه عام؛ بمعنى أَنَّ السِّياق إذا اقتضى «شكا» أتينا بالأداة المناسبة التي تزيل هذا الشك، وإذا اقتضى «تأكيدا» أتينا بالأداة المناسبة التي تفيد التوكيد، وإذا اقتضى «ثناء وتعجبا» أتينا بالأداوت التي تفيد الثناء والتعجب.

يقول سيبويه: «وحسبُك به رجلا مثل نِعم رجلا في العمل وفي المعنى؛ وذلك لأَنَّهما ثناء في استيجابهما المنزلة الرفيعة») (٢).

إن ((نِعم)) تأتي لـ «الثناء» للإشارة إلى «المنزلة الرفيعة»، ولا بدَّ لهذه المنزلة الرفيعة من صاحب ولا بد من وجود «خلفية اجتماعِيَّة» عند المُتَكَلِّم تجعله يقف على هذه المنزلة الرفيعة لدى الممدوح ويُثني عليه بسببها.

ويؤكد ما ذهبنا إليه من وجود خلفية اجتماعِيَّة موجودة سلفا لتبرير استخدام (( ... نِعم للثناء)) أَنَّ الثناء «مدح مكرر») (٣)، وأنَّه «ذكر ما يشعر بالتعظيم») (٤)؛ وله المدح المكرر، والإشعار بالتعظيم لا بدَّ من خلفية اجتماعِيَّة. وتحديد ((نِعم)) بـ «الثناء» وليس بالتعجب يدل على اعتباره للسياق والخلفيَّة الاجتِماعِيَّة عند التَّقْعِيد والتوجيه.

١٠ ــ الأداة «نِيْه»:

يُنظر ما كتب عنها في آخر أسلوب الاستفهام من مبحث السِّياق والأساليب النحوِيَّة.


(١) عباس حسن: النحو الوافي، ٤/ ٤١٩
(٢) سيبويه: الكتاب، ٢/ ١٧٦
(٣) أبو هلال العسكري: معجم الفروق اللُّغَوِيَّة، ص ١٥٠
(٤) التهانوي: كشاف اصطلاحات الفنون، ١/ ٥٤١

<<  <   >  >>