للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يظمأ ظمأً وهو ظمآن، وعطش يعطش عطشًا وهو عطشان، وصدى يصدى صدًى وهو صديان. وقالوا: الظماءة كما قالوا: السقامة؛ لأَنَّ المعنيين قريبٌ، كلاهما ضررٌ على النفس وأذى لها») (١).

- «وأما جَرْبان وجربى فإِنَّهُ لما كان بلاء أصيبوا به بنوه على هذا كما بنوه على أفعل وفعلاء، نحو أجرب وجرباء») (٢).

- «أَمَّا الألوان فَإِنَّها تبنى على أفعل، ويكون الفعل على فَعِل يفْعَل، والمصدر على فُعْلةٍ أكثر. وربما جاء الفعل على فعل يفعل، وذلك قولك: أَدِمَ يَأْدَمُ أُدْمَة، ومن العرب من يقول: أَدُمَ يأدُم أُدْمَة، وشَهِب يشْهَبُ شُهْبَة، وقَهِبَ يقْهَبُ قُهْبة، وكهِب يكهِب كُهبة. وقالوا: كهُب يكهُب كهبةً وشهُب يشهُب شُهبةً») (٣).

إن سيبويه في النصوص السابقة يتَتَبَّع دلالة المصادر في سياقاتها المختلفة، ويحدِّد دلالة كل مصدر ثُمَّ يجمع المصادر ذات الدلالات المتشابهة تحت دلالة عامة، ويكون وزن هذه المصادر مرتبطا بهذه الدِّلَالَة العامة.

- فالألفاظ «قَباحَة، وَسامَة ... »، هذه الألفاظ ــ بمعونة السِّياق ــ تدل على القبح أو الحسن؛ إذن الوزن «فَعَالة» قد يدل على «الحسن أو القبح».

- والألفاظ «ظَمِئ ــ ظَمَأًـ ظمآن، عَطِش ــ عَطَشًا ــ عطشان، صَدِى ــ صَدًى ــ صديان

... »، هذه الألفاظ ومصادرها ــ بمعونة السِّياق ــ تدلُّ على الجوع والعطش؛ إذن الوزن

«فَعِل ــ فَعْلان ــ فَعَل» قد يدلُّ أكثره على «الجوع والعطش».

- والألفاظ «الخِباط والعِلاط والعِراض والجِناب والكِشاح ... »، هذه الألفاظ ــ بمعونة السِّياق ــ تدلُّ على الأثر والعلامة والوسم؛ إذن الوزن «فِعَال» قد يدلُّ على «الأثر والعلامة والوسم».

- والألفاظ «الصِّرام والجِزاز، والجِداد، والقِطاع، والحِصاد ... »، هذه الألفاظ ــ بمعونة السِّياق ــ تدل على انتهاء الزمان؛ إذن الوزن «فِعَال» قد يدل على «انتهاء الزمان».

- والألفاظ «أَدِمَ ــ يَأْدَمُ ــ أُدْمَة، وشَهِب ــ يشْهَبُـ شُهْبَة، وقَهِبَ ــ يقْهَبُ ــ قُهْبة، وكهِب ــ يكهِب ــ كُهبة ... »، هذه الألفاظ ــ بمعونة السِّياق ــ تدل على اللون؛ إذن الوزن «أفعل» قد يكون من بعض دلالته أَنْ يدل على «اللون».


(١) سيبويه: الكتاب، ٤/ ٢١
(٢) سيبويه: الكتاب، ٤/ ٢٤
(٣) سيبويه: الكتاب، ٤/ ٢٥

<<  <   >  >>