للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ ــ الدِّلَالَة «ناتجة عن تواضع اجتماعي، وهذا التواضع عرضة للتغيير والتطوير؛ ولذا جاز تغير الدِّلَالَة لتغير المواضعة وفق ما تمليه الظروف المستجدة في حياة الجماعة اللُّغَوِيَّة» (١).

٥ ــ «الكلمات التي تتألف منها [اللُّغَة] تتبدل ببطء في غُضُون الأجيال، غير أَنَّ ما تثيره من الصور أو ما يرتبط فيها من المعنى يتغير بلا انقطاع»، وأنْ «ليس للألفاظ سوى معان متحولة موقتة بين جيل وبين أمة وأمة») (٢).

٦ ــ و «أَنَّهُ مهما اتسع مخزون اللُّغَة اللفظي فهي قاصرة عن الوفاء بمطالب التعبير اللغويّ في مجال الأفكار المُجَرَّدة والصور والظلال» (٣).

ويمكن أَنْ ندلل على ما ذهبنا إليه من أَنَّ الأوزان الصَّرْفِيَّة تتطور دلالتها بمرور الزمن بأنْ نذكر ما قام به أحد الباحثين المعاصرين الأستاذ محمد خليفة التونسي من تتَبُّع دلالة بنية ((تَفَاعَل)) ووقوفه على بعض الدلالات التي لم تذكرها كتب الصرف، ومنها (٤):

- أولا التفاعل من واحد:

• تكلف الفعل عن اعتقاد به، مثل: تتباهى الفتاة بجمالها، وتتفاخر بنسبها، وتتواجه بثرائها وتتعاظم بثقافتها، وتتفاصح في كلامها، وتتعالى في معاملتها، وتتمايل في سيرها.

• المشابهة، مثل: تكالب على الشهوات؛ أي أشبه الكلب في الحرص عليها، وتذاءبت الريح أي أشبهت الذئب في إقباله من جهة مَرَّة، ومن غيرها أخرى.

• حدوث الفعل متتابعا، مثل: تماوج صوت أم كلثوم، وتقاطر المطر، وتناقص الماء بالتبخر، وترادف الرزق، ويتهالك على الدروس، ويتحامل على خصمه، وتقادم العهد، وتنامى الطفل، وتهاوى البناء، وتراجع في سعيه، وتراخت الحملة، وتسارعت الحركة، وتواتر الحديث، وترامى إلينا الخبر، وتمادى الضلال.


(١) مقال بعنوان ((مقدمة لدراسة التطور الدِّلَالِيّ في العَرَبِيَّة الفصحى في العصر الحديث))، بقلم: د. أحمد محمد قدور، مجلة عالم الفكر، ص ٤١، عدد مارس ١٩٨٦ م
(٢) غوستاف لوبون: روح الجماعات، ترجمة: عادل زعيتر، دار المعارف، القاهرة، ط ١، ) ١٩٥٥ م (، ص ٩٧، ٩٩
(٣) السابق: ٤١
(٤) مقال ((وزن تفاعل ودلالته))، بقلم: محمد خليفة التونسي، ص ١٤٧، مجلة العربي ع ٢٤٧، الكويت.

<<  <   >  >>