(٢) هناك من الباحثين بالفعل من درس هذا الأمر بلاغيا وأشار إليه منهم الأستاذ الدكتور: عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني الدمشقي، في كتابه ((البلاغة العَرَبِيَّة))، حيث اعتبر هذا الانتقال بين جموع القِلَّة والكثرة نوعا من
((المجاز)) بمعنى أنَّه اعتبر أنَّ من أنواع المجاز: ((إطلاق اللّفظ للدلالة به على غير ما وُضع له في ما اصطلح به التخاطب، مع قرينةٍ مانعةٍ من إرادة المعنى الأصلي))، واعتبر هذا المجاز من ((المجاز المرسل))، وجعل من هذا النوع: ((وضع جموع القِلَّة بدل جموع الكثرة لغرض بلاغي، كتعظيم العدد القليل، والإِشعار بأنّ ما يشتمل عليه هذا العدد القليل من صفات جليلة وعظيمة يجعله معادلاً للعدد الكثير. ومنها وضع جموع الكثرة بدل جموع القِلَّة، لغرض بلاغيّ، كتحقير العدد الكثير، والإِشعار بأنّ ما يشتمل عليه هذا العدد الكثير من تناقض في صفات كماله يجعله معادلاً للعدد القليل)). ينظر: البلاغة العَرَبِيَّة، دار القلم، دمشق، بيروت ط ١، ) ١٩٩٦ م (، ٢/ ٣٠٨