للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي أَنَّ الرجل وقف أمام النصوص التي وردت فيها جموع للقِلَّة أو الكثرة محللا ومدققا من خلال السِّياق الذي وردت فيه. وهذا جزء من منهجه كما علمنا.

ويقول في نصّ ثالث بشكل أكثر صراحة «وقد يجمعون بالتاء وهم يريدون الكثير») (١).

» الملحوظة الثالثة:

إذا أردنا تصغير الجموع فإِنَّهُ لا تصغر سوى جموع القِلَّة، وذلك لسبب منطقي وسياقي في نفس الوقت، وهو أَنَّنا نريد «تقليل الجمع، ولا يكون ذلك البناء إلاَّ لأدنى العدد») (٢). وينقل سيبويه عن الخليل قائلا: «وسألت الخليل عن تحقير الدُّور، فقال: أردُّه إلى بناء أقل العدد؛ لأني إِنَّمَا أريد تقليل العدد، فإذا أردت أَنْ أقلله وأحقره صرت إلى بناء الأقلِّ، وذلك قولك: أُدَيْئِرٌ، فإنْ لم تفعل فحقرها على الواحد وألحق تاء الجمع؛ وذلك لأَنَّكَ ترده إلى الاسم الذي هو لأقل العدد») (٣).

إِنَّ التصغير ــ أو بعبارة سيبويه التحقير ــ لا يتناسب مع إرادة المُتَكَلِّم للكثرة، إذ كيف يجتمع التحقير مع التكثير، لذلك لم تصغر إلا جموع القِلَّة.

***


(١) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٥٧٨
(٢) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٤٨٩
(٣) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٤٩٠ ــ ٤٩١

<<  <   >  >>