أرسطو، ويبدو على سيبويه نفسه أَنَّه لم يكن مغمض العينين عن أمثال تلك المؤثرات، ويكفي أَنْ نشير إلى ذلك الفصل الذي عقده في الجزء الثاني من الكتاب وعنوانه: باب اطراد الإبدال في الفارسية») (١).
أقول لولا هذه البيئة التي أثرت فكريا على سيبويه، ولو تركت الأمور على طبيعتها لما وجدت نظَرِيَّة العامل هذه من أساسها، ولكان ولا شك للسياق ومكوناته دور في تكوينها.
إننا في ختام هذا المبحث نقول بنظرية للنحو العربي تقوم على السياق، وترتكز عليه، وتستند إليه. فإن أبى علماؤنا ذلك، ورأوا أنَّ التخلِّي عن نظرية العامل خطر جسيم، وشرٌّ مستطير فلا أقل من أن تُطَعَّم نظرية العامل ببعض العناصر من سياق الحال، فما لا يدرك جله لا يترك كله.
***
(١) منطق أرسطو والنحو العربي، مجلة مجمع اللُّغَة العَرَبِيَّة بالقاهرة، ج ٧ ص ٣٤١