للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• المصطلحات الأربعة الأولى متشابهة عند سيبويه والسيوطي.

• المصطلحات الثلاث الأخيرة اختصرت لاحقا عند السيوطي تحت مصطلح «النادر». ولم يرد عند السيوطي مصطلح الأصل، ويعتقد الباحث أَنَّ مصطلح «الأصل» هو الأولى بالاستعمال من مصطلح «المطرد»؛ لأَنَّ الأصل هو ما يبنى عليه غيره وهذا ما كان يقوم به سيبويه؛ حيث يستخدم الأكثر لبناء القاعدة) (١).

- أهمِيَّة اعتبار سياق الحال عند تحليل اللُّغَة ودراستها:

من الأسئلة المنطقية التي ثارت في ذهن الباحث، وكان لا مَعْدَى له عن الإجابة عنها السؤال التالي: ما خطورة غياب السِّياق عن تحليل اللُّغَة والتَّقْعِيد لها؟ وما تَبِعاته التي قد تنجم عن ذلك؟

كانت الإجابة عن هذا السؤال مُهِمَّة للغاية؛ فوجود بعض الخطورة يمكن أَنْ تقع عند غياب السِّياق في تحليل اللُّغَة ــ يعني أَنَّنا لمسنا وطرا حساسا في دراستها، ويعطي مسَوِّغا لبحثنا ويمنحه بعض القيمة العلميَّة.

يمكن أَنْ نقول إِنَّ غياب سياق الحال عن تحليل اللُّغَة ودراستها يؤدي إلى:


(١) وقد قدم بعض الباحثين المعاصرين تعريفات لبعض المصطلحات السابقة، فقالوا:
• ... الغالب: ((وصف للحال الأكثر استعمالا وإساغة، وحيث وجد هذا الوصف يعني أَنَّ وجها آخر يجوز في اللفظ أو التعبير المقصود)).
• ... الكثرة والندرة: ((حالة تلحق الوجوه الإعرابِيّة والاستعمالات الكلامِيَّة، وهي تقابل الكثرة، وتعني في مفهومها قِلَّة الاستعمال، وقد تكون استثناء من ممنوع ... والندرة في عمومها لا تصلح لتعميم الحكم واعتماده، والنادر من الاستعمالات لا حكم له، وإِنَّمَا الحكم للكثرة والأرجحيَّة، ولهذا فَإِنَّ حالات الندرة قد تصلح للحجيَّة ولَكِنَّها لا تصلح للتعميم وقياسيَّة الاستعمال)).

• ... الشذوذ: ((هو الخروج عن القياس وعدم الاتساق مع المألوف من القواعد العامة، أو هو مخالفة القياسي من غير نظر إلى قِلَّة وجوده وكثرته. والشذوذ من الأحكام الشائعة التي كثر ذكرها في مجال تقويم القواعد النحوِيَّة، حتى أَنَّه يعتبر ظاهرة بارزة تعلن عنها كل مراجع النحو ومصنفاته ... ولَعلَّ الإكثار من الإحالة إلى الوصف بالشذوذ ظاهرة تحسب لنحو البصرة أكثر من غيرها، وقد دعاهم إلى ذلك تشددهم في وضع قواعدهم وحرصهم البالغ على تحري سلامتها وصحتها، حتى إذا ما فوجئوا بما يخرج عن قواعدهم مما قاله العرب الخلص أحالوه إلى الشذوذ حفاظا على اتساق موازينهم)). ينظر: د. محمد سمير نجيب اللبدي: معجم المصطلحات النَّحْوِيَّة والصَّرْفِيَّة، ص ١٦٦، وص ٢١٩، وص ١١٣

<<  <   >  >>