للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢. «ولو رأيت ناسا ينظرون الهلال وأنت منهم بعيد؛ فكبَّروا؛ لقلت: الهلال ورب الكعبة؛

أي: أبصروا الهلال» (١).

٣. «رأيت رجلا يُسَدِّد سهما قِبل القرطاس؛ فقلت: القرطاس والله، أي: يصيب القرطاس. وإذا سمعت وقع السهم في القرطاس؛ قلت: القرطاسَ والله؛ أي: أصاب القرطاس» (٢).

٤. «أو رأيت ضربا؛ فقلت على وجه التفاؤل: عبدَ الله؛ أي: يقع بعبد الله، أو بعبد الله

يكون» (٣).

٥. وفي باب من أبواب الكتاب بعنوان «باب ما جرى من الأمر والنهى على إضمار الفِعل المستعمَلِ إظهارُه إذا عَلِمْت أَنَّ الرجل مُسْتَغْن عن لَفْظِكَ بالفِعل» يقول: «وذلك قولك:

زيدًا، وعمرًا، ورأسَه. وذلك أنَّك رأيت رجلا يَضْرِبُ أو يَشْتِمُ أو يَقتل، فاكتفيتَ بما هو فيه من عمله أَنْ تَلفظَ له بعمله؛ فقلت: زيدًا، أى: أَوْقِعْ عملَك بزيدٍ. أو رأيتَ رجلاً يقول: أَضْرِبُ شَّر الناسِ؛ فقلتَ: زيدًا. أو رأيتَ رجلا يحدَّثُ حديثا فقَطَعَهُ؛ فقلتَ: حديثَك. أو قَدِمَ رجلٌ من سفرٍ؛ فقلت: حديثَك. استغنيتَ عن الفعل بعلمه أَنّهُ مستخبرٌ» (٤).

٦. وفي أحد مواضع الكتاب يناقش اتصال اسم الفعل «رويد» بالضمير) كاف الخطاب ويوضح تأثير سياق الحال على هذا الاتصال فيقول: «واعلم أَنَّ رُوَيْدًا تَلحقها الكافُ وهى في موضع افعلْ، وذلك كقولك: رويدك زيدًا ... وهذه الكاف التي لحقت رويدًا إنّما لحقت لتُبيِّنَ المخاطَبَ المخصوصَ؛ لأَنَّ رُوَيْدَ تقع للواحد والجميع، والذَّكر والأُنثى، فإِنَّما أَدخل الكافَ حين خاف الْتباسَ مَنْ يَعنى بمن لا يعنى، وإنَّما حذفَها في الأوَّل استغناء بعلم المخاطبَ أَنّهُ لا يَعنى غيرَه. فلَحاقُ الكاف كقولك: يا فلانُ، للرَّجُل حتَّى يُقْبِلَ عليك. وتركُها كقولك للرجل: أنت تَفعلُ، إذا كان مُقْبِلا عليك بوجهه مُنْصِتًا لك. فتركتَ يا فلانُ حين قلت: أنت تَفعَلُ؛ استغناءً بإِقبالِه عليك. وقد تقول أيضًا: رُوَيْدَكَ، لمن لا يُخاف أَنْ يَلتبسَ بسِواه توكيدًا، كما تقول للمقبِلِ عليك المُنْصِت لك: أنتَ تَفعلُ ذاك يا فلانُ، توكيدًا» (٥).


(١) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٥٧
(٢) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٥٧
(٣) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٥٧
(٤) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٥٣
(٥) سيبويه: الكتاب، ١/ ٢٤٤، وينظر أيضا ١/ ٢٧٣

<<  <   >  >>