للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النهي واللام التي تجزم في الأمر. ألا ترى أَنّهُ لا يجوز أَنْ تقول: لم زيدٌ يأتك، فلا يجوز أَنْ تفصل بينها وبين الفعل بشيء، كما لم يجز أَنْ تفصل بين الحروف التي تجرُّ وبين الأسماء بالأفعال؛ لأَنَّ الجزم نظير الجرّ») (١).

يُفهم من هذا النَّصّ أَنَّ التركيب النَّمَطِيّ المجرَّد للأدوات التي تنصب الفعل المضارع هي:

«أداة نصب الفعل المضارع + فعل مضارع + اسم) فاعل

ويُنْقَضُ هذا التركيب ويقبُح إِنْ أتى على الصورة: «أداة نصب الفعل المضارع + اسم) فاعل (+ فعل مضارع»، ويقبح أيضا أَنْ يأتي التركيب: «حرف جزم + اسم) فاعل (+ فعل مضارع»، و «حرف جر + فعل»؛ أي تقبح الكلمة إذا لم تأتِ في موقعها في التركيب المُعَيَّن.

٣ ــ الحرف «لو» له في اللُّغَة استعمالات متعددة) (٢)، منها «لو التي تفيد العرض»، يقول سيبويه عنها: «ولو بمنزلة لولا، ولا يُبتَدأُ بعدها الأسماء سوى أَنَّ، نحو: لو أَنَّكَ ذاهبٌ») (٣).

أي أَنَّ التركيب النَّمَطِيّ مع «لو التي تفيد العرض» هو:

«لو + فعل + فاعل ... » أو «لو + أَنَّ + اسم أَنَّ + خبرها»

٤ ــ اللام الجارة تكون مكسورة مع الاسم الظاهر إلا مع المستغاث فمفتوحة؛ وإِنَّمَا كُسِرت مع الاسم الظاهر لكي يفرقوا بينهما وبين لام الابتداء، ويوضح سيبويه السبب في أَنَّها) أي اللام الجارة (فُتِحت مع المستغاث؛ «لأَنَّهم قد علموا أَنَّ تلك اللام) لام الابتداء (لاتدخل ها هنا) أي أسلوب الاستغاثة (») (٤).

ويفهم من النَّصّ أَنَّ لام الابتداء لها مواضع تأتي فيها، ليس من بينها أسلوب الاستغاثة، وأنَّ لام الجر لها مواضع منها أسلوب الاستغاثة.

٥ ــ وفي موضع آخر يقول: «وزعم ناس أَنَّ الياء في لولاي وعساني في موضع رفع، جعلوا

«لولاي» ... موافقة للجرِّ، و «ني» موافقة للنصب، كما اتفق الجر والنصب في الهاء والكاف.


(١) سيبويه: الكتاب، ٣/ ١١٠ وينقل سيبويه عن الخليل كلاما مشابها لهذا الكلام في المواضع التالية: ٣/ ١٣، ٣/ ١٦١ ــ ١٦٢
(٢) يذكر النُّحَاة أن من استعمالاتها أنها تأتي: مصدرية، شرطية، حرف جازم، حرف يدل على العرض، حرف يدل على التمني ينصب الفعل المضارع في جوابها بأن مضمَرَّة، حرف يدل على التعليل، لو الوصلية. يُنْظَر: د. علي توفيق الحمد ويوسف جميل الزغبي: المعجم الوافي في أدوات النحو العربي، دار الأمل، الأردن، ط ٣، ) ١٩٩٢ م (، ص ٢٨٨
(٣) سيبويه: الكتاب، ٣/ ١٣٩ ــ ١٤٠
(٤) سيبويه: الكتاب، ٢/ ٣٧٧

<<  <   >  >>