ويستحب أن يحج بعد حجة الإسلام حجة ثانية قبل أن يحج عن غيره، ليكون قدم نفسه في الفرض والتطوع.
وقال الشافعي رضي الله عنه: يكره أن يقال لمن لم يحج: صرورة.
ولم يقف المصنف على النص، بل حكى ذلك عن الشيخ أبي حامد وجماعة، وخطأهم وقال: إنه خلاف إجماع المسلمين.
أما الصرورة في شعر النابغة .. فالذي لم يأت النساء، وهو قوله (من الكامل):
لو أنها عرضت لأشمط راهب .... عبد الإله صرورة متعبد
لرنا لبهجتها وحسن حديثها ... ولخاله رشدًا وإن لم يرشد
كأنه أصر على تركهن وفي الحديث:(لا صرورة في الإسلام).
تتمة:
يجب على الداخل في كل أمر من سفر وغيره أن يتعلم ما يحتاج إليه فيه، فيتعلم المسافر للحج كيفيته وأركانه وشروطه وغيرها، ولا يعتمد في ذلك على تعليم عوام مكة.
والمسافر للغزو يتعلم ما يحتاج إليه من أمور القتال، وتجريم الهزيمة والغلول، وقتل النساء والصبيان ومن أظهر لفظ الإسلام ونحوه.
والمسافر للتجارة ما يحتاج إليه في البيوع، وإن كان وكيلًا أو عاملًا .. تعلم ما يباح له من السفر والتصرف، وما يحتاج إلى الإشهاد فيه.
والمسافر للصيد يتعلم أحكامه.
والمسافر رسولًا إلى سلطان .. يتعلم آداب مخاطبات الكبار، ومعرفة حكم هداياهم وضيافاتهم، وما يجب في نصحهم.