للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وَهُوَ مِنْ أَهَمَّ أَوْ أَهَمُّ الْمَطْلُوبَاتِ]، لَكِنْ فِي حَجْمِهِ كِبَرُ عَنْ حَفْظِ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعَصْرِ إِلاَّ بَعْضَ أَهْلِ الْعِنَايَاتِ، ...

ــ

المؤثر، بل في الكتب ما لم يقف عليه الشيخان، وهي مشحونة بما لا يحصيه إلا الله تعالى من النصوص والمسائل التي لم يذكراها.

وقد ذكر ابن الرفعة من ذلك ما يقيظ للناظر العجب من كثرته.

[قال: (وهو من أهم أو أهم المطلوبات)].

قال: (لكن في حجمه كبر عن حفظ أكثر أهل العصر إلا بعض أهل العنايات).

هذا استدراك لما تقدم، أشار به إلى أن الهمم قد تقاصرت عن حفظ المطولات، بل والمختصرات، وصارت على النزر اليسير مقتصرات.

و (حجم) الشيء: ملمسه الناتئ تحت اليد، والجمع: حجوم.

و (الكبر): نقيض الصغر.

وقوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}، أي: أعجب. وقال كثير من المفسرين: يعني من خلق الدجال.

و (العصر): الدهر، وفيه لغتان أخريان: عصر وعصر، كعسر وعسر، والجمع: عصور.

و (أهل العنايات): ذوو الهمم العليات، والنفوس الأبيات.

و (البعض): واحد أبعاض الشيء، وقد يرد بمعنى الجميع، قال لبيد [من الكامل]:

تراك أمكنة إذا لم يرضها .... أو يعتلق بعض النفوس حمامها

وقال طرفة [من الطويل]:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا .... حنانيك بعض الشر أهون من بعض

يريد: بعض الشر أهون من كله.

<<  <  ج: ص:  >  >>