للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَحَيْثُ أَقُولُ: الأَصَحُّ أَوِ الصَّحِيحُ .. فَمِنَ الْوَجْهَيْنِ أَوِ الأَوْجُهِ، فَإِنْ قَوِيَ الْخِلاَفُ .. قُلْتُ: الأَصُحُّ، وَإِلاَّ .. فَالصَّحِيحُ، وَحَيْثُ أَقُولُ: الْمَذْهَبُ .. فَمِنَ الطَّرِيقَيْنِ أَوِ الطُّرُقِ، وَحَيْثُ أَقُولُ: النَّصُّ .. فَهُوَ نَصُّ الشَّافِعِيَّ رَحِمَهُ اللهُ،

ــ

وحيث أقول: الأصح أو الصحيح .. فمن الوجهين أو الأوجه، فإن قوي الخلاف .. قلت: الأصح، وإلا .. فالصحيح).

و (حيث): كلمة تدل على المكان؛ لأنه ظرف في الأمكنة اتفاقاً بمنزلة (حتى) في الأزمنة.

و (القولان والأقوال): للشافعي رضي الله عنه، وقد ينص على ذلك في وقتين وهو الأغلب، أو وقت وهو قليل محصور.

وفائدة ذلك: تعريف السامع أن المسألة عنده فيها مأخذان لا ثالث لهما، أو ثلاثة لا رابع لها، وهو متردد في أيها أرجح، وقوة الخلاف وضعفه تعرف بالدليل، وعمل الأكثر، والتعليل.

وإنما عبر بـ (الأصح والصحيح) للأوجه؛ تأدباً مع الشافعي رضي الله عنه؛ فإن قسيمهما الفاسد والباطل.

وأما (الأظهر والمشهور): فيقابلهما الخفاء والغرابة.

قال: (وحيث أقول: المذهب .. فمن الطريقين أو الطرق)، فيعرف بذلك أن المفتى به ما عبر عنه بالمذهب.

وأما كون الراجح طريقة القطع أو الخلاف، وكون الخلاف قولين أو وجهين .. فلا يؤخذ منه؛ لأنه لا اصطلاح له فيه.

قال: (وحيث أقول: النص .. فهو نص الشافعي رحمه الله).

المراد بـ (النص): المنصوص، سمي بذلك؛ لتنصيص إمامه عليه.

و (الشافعي) رحمه الله: هو حبر الأمة، وسلطان الأئمة أبو عبد الله محمد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>