ولا أعطي بها ثمنًا حياتي .... ولا أدعو لها أبدًا نديمًا
فإن الخمر تفضح شاربيها .... وتُجنيهم بها الأمر العظيما
ويروى: أن هذه الأبيات لأبي محجن الثقفي، قالها في ترك الخمر، وهو القائل] من الطويل [:
إذا مت فادفني إلى أصل كرمة .... تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فإنني .... أخاف إذا ما مت ألا أذوقها)
وكان عمر قد جلده في الخمر مرارًا ثم تاب وحسنت توبته.
وذكر الهيثم بن عدي: أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن بأذربيجان- أو قال: بنواحي جرجان- وقد نبت عليه ثلاث أصول كرم، وقد طالت وأثمرت، وهي معرشة على قبره.
قال:(وحد الحر أربعون)؛ لما روى مسلم [١٧٠٧] عن حضين بن المنذر أبي ساسان قال: شهدت عثمان أُتي بالوليد، فشهد عليه رجلان: أحدهما حمران: أنه شرب خمرًا، وشهد آخر: أنه رآه يتقيؤها، فقال عثمان:(إنه لم يتقيأها حتى شربها)، فقال:(يا علي؛ قم فاجلده)، فقال علي:(قم يا حسن فاجلده)، فقال الحسن:(ولِّ حارها من تولَّى قارها)، فكأنه وجد عليه، فقال:(يا عبد الله بن جعفر؛ قم فاجلده)، فجلده وعلي رضي الله عنه بعد حتى بلغ أربعين، فقال:(أمسك)، ثم قال:(جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سنة، وهذا أحب إلي).
ولا نعرف من يسمى (حضينًا) بالضاد المعجمة غير أبي ساسان، وهو تابعي ثقة، كان إذا رأى زوج ابنته .. قام من مجلسه وقال: مرحبًا بمن ستر العورة وكفى المؤنة، مات سنة تسع وتسعين.
وقول الحسن:(ولِّ حارها من تولى قارها) مثل مشهور، معناه: (ولِّ شدتها