- صلى الله عليه وسلم - أن يذكر له الآية التي أنزلها الله لمخاطبة أهل الكتاب:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ....} وهو النداء الخالج الذي أشرنا إليه من قبل.
* * *
* كتابه إلى المقوقس عظيم القبط ... ملك مصر:
بعث صاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - بكتاب إلى جريج بن متى المعروف بـ "المقوقس" وكان عظيم القبط بمصر، وملَكِاً عليها، وقد حمل الكتاب إليه حاطب بن أبي بلتعة، وكان نص الكتاب كما رواه أصحاب السير:
"بسم الله الرحمن الرحيم ... من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من أتبع الهدى، أما بعد ... فإني أدعوك بدعاية الإسلام: أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليتَ فإن عليك إثم أهل القبط:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} .
ولما دخل حاطب على المقوقس قال له: "إنه كان قبلك يزعم أنه الرب الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، فانتقم به، ثم انتقم منه. فاعتبر بغيرك ولا يعتبر غيرك بك".
قال المقوقس: أنّ لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه؟
فقال حاطب: "ندعوك إلى دين الإسلام الكافي به الله فَقْدَ ما سواه. إن هذا النبي دعا الناس، فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبسارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوارة إلى الإنجيل، فكل نبي أدرك قوماً فهم أمته، فالحق