المبحث الثاني سماحة الدعوة إلى الإسلام في السُّنَّةِ العملية
سماحة الدعوة في السنُّة العملية بدأت مبكراً بمكة المكرمة قبل الهجرة، فمنذ بدأ صاحب الرسالة - صلى الله عليه وسلم - الجهر بالدعوة بعد ثلاث سنين كانت فيها سرية، ومما نزل في هذا الشأن من القرآن الكريم قوله تعالى:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} .
منذ هذا الوقت بالتحديد، قامت قريش فيوجه الدعوة، وشمرت عن سواعد هزلها وجدها لمناوأتها ودحرها، والقعود لها بكل مرصد:
* تصد عن سبيل الله وتبغيها عوجاً.
* تؤذي صاحب الرسالة بالقول والفعل.
* تضطهد من آمن به وتعذبه بكل ألوان التعذيب.
فقد روى البخاري ومسلم موقف صاحب الدعوة لما نزل عليه قول الحق:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} يقول البخاري: "صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، فجعل ينادي: "يا بني فهر، يا بني عدى".... حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هة (أي ما الخبر) فجاء أبو لهب وقريش، فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مُصَدّقي"؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا