الدعوة إلى الإسلام - هنا - تواجه طائفتين من البَشر: أهل الكتاب ومشركي العرب. وكل العقوبات التي رصدتها للمعرضين عن الإسلام عقوبات أخروية. ولم يأت ضمن هذه العقوبات أمر بقتال المعرضين أو أي عقوبة دنيوية لهم يقوم بايقاعها أحد من الناس.
وهذا معناه:
* إطلاق حرية الاعتقاد. وأن العقائد لا تفرض على الناس بقوة السلاح أو وسائل ضغط أخرى.
* إن هذه الحرية لها ضابطان:
الأول: اختصاصها بأوضاع الناس في الحياة الدنيا.
الثاني: اختصاصها بعلاقات الناس بعضهم ببعض.
أما الله - سبحانه - فله من التدابير والتصرفات في شئون خلقه ما يقع في الدنيا، وما يقع في الأخرة:{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} .
* * *
* مهمة الدعاة:
أما مهمة الدعاة جميعاً - رسلاً وغير رسل - فهي البلاغ وحده وليس لهم سلطة الجبر والقهر على قبول الإسلام. وغذا كان الله قد قصر مهمة الرسل على البلاغ المبين. فغيرهم من الجعاة أولى بهذا القصر. وحين يخرج الدعاة عن هذا، ويرون أن من سلطتهم استعمال القوة لفرض الإسلام، يكونون في حاجة إلى دعاة آخرين أكثر منهم بصراً وبصيرة ليعلموهم آداب الدعوة إلى الحق كيف تكون.
* * *
* نصوص أخرى تؤكد هذا المبدأ:
نعني بالمبدأ - هنا -: الاعتقاد، وقصر مهمة الدعاة على التبليغ والإبلاغ، وأنَّ ليس