هذا الكتاب - الذي بين يديك - يتصدى لخصوم الإسلام لدحض أخطر دعوى من دعاويهم التي يروجونها - الآن - على نطاق واسع؛ بعد أن كان أسلافهم من الكارهين لما أنزل الله يروّجونها في نطاق محدود، تلك الدعوى هي أن الإسلام دين دموي وإرهابي عنيف، يصادر الحريات ولا يقبل من الناس إلا أن يُسلْمَوُا أم يُقْتَلوا، وأنه لا يرى وجوداً في الجيان لغير المسلم؟ وأن الإسلام طبع المسلمين على التوحض والبطش، فصار الإسلام بذلك هو عدو الإنسانية وحضاراتها، لذلك يجب دحره أو القضاء عليه؟.
هذه الدعاوى الجوفاء كرَّست أوروبا - الآن - كل جهودخا لترويجها وإثارتها وبخاصة بعد سقوط الشيوعية وتفتيت كيانها لم تخلُ وسيلة من وسائل الدعاية الحديثة من الاشتراك في هذه الحملات الضارية، التي يشارك فيها سياسو أوربا ومفكروها وصحفيوها وإعلاميوها ومؤتمراتها.
والهدف هو إما القضاء على الإسلام، وإما تحجيمه في نطاق ضيق، وإما تشويه محياه الجميل الباسم، حتى لا يغزو العالم، ويملأ الفرراغ الذي تعيش فيه أوروبا - الآن - منذ اتخذت الفكر المادي فلسفة وعقيدة، وسلوكاً.
والعجيب أن إ'لام الغرب الذي يصف الإسلام بهذه الحقارات ينسى أو يتناسى تاريخ الشيوعية والصليبية والصهيونية الملطخ بالدماء في كل سطر من سطورة قديماً ووسيطاً وحديثاً، فالشيوعية عبارة عن سيف مصلت على رقاب الناس، غدر وخيانة وفتك، والصليبية ترى محاكم التفتيش الفظيعة، هي عنوان تاريخها، والصهيونية بدأ أسلافها بقتل الأنبياء، وهذا لم يحدث في التاريخ النبوي الممتد عبر ألف سنة من تاريخهم القديم إلا على أيدى أسلاف الصهيونية. ثم ختموا تاريخهم القديم بالتآمر على قتل آخر أنبيائهم عيسى ابن مريم عليه السلام، لولا أن نجاه الله منهم، ويكاد يجمع مؤرخو الغرب على أن الحربين العالميتين: - الأولى والثانية - كانتا من تدابيرهم؛ لأنهم - كما يقول المثل: