[الفصل الثالث علاقة المسلمين بغيرهم..... سلام أو حرب]
هذا التساؤل قديم، وليس حديثاً، فقد تطرق الفقه الإسلامي الإجتهادي إلى هذه المسألة البالغة الحيوية. سألوا هذا السؤال، ثم اجتهدوا في الإجابة عليه، وكان لهم منه موقفان مختلفان، وقصدنا - هنا - إيجاز ما قيل؛ لأن المسألة لها صلة وثيقة بسماحة الإسلام في أحد شقيها كما سنرى قريباً بإذن الله.
* مذهبان مشهوران:
أسفر اختلاف الفقهاء حول الإجابة على هذا السؤال الحيوي عن مذهبين لهم في هذا المجال:
* حربٌ لا سلام:
هذا أحد المذهبين في المسألة، خلاصته أن علاقة المسلمين بغيرهم - يعني الدولة أو الدول الإسلامية - علاقة حرب لا علاقة سلام، علاقة خصام لا علاقة وئام، والقائلون بهذا القول تلمسوا له أدلة من القرآن والسنة معاً، فما هي أدلتهم يا ترى؟
* * *
* أدلة القائلين بالعلاقة الحربية:
للقائلين بالعلاقة الحربية:
للقائلين بأن علاقة المسلمين بغيرهم من أهل الملل الأخرى هي الحرب لا السلام، أدلة متعددة، نكتفي بذكر بعضها توخياً للإيجاز مع الإشارة إلى أن ما لم نذكره ليس فيه جديد يضاف إلى ما سنذكره، فكل أدلتهم مع الاختلاف اليسير فيما بينها تدور حول معنى واحد، وكلها يجزئ بعضها عن بعض. وهذه الأدلة نوعان: