جرَّبت قريش في التصدي للإسلام حرب الفكر أو الدعاية المضادة، ونشطت في هذا المجال نشاطاً واسع النطاق. سواء في مكة أو خارجها. ووزعت جهدها في ذلك على عدة جهات:
فمنها ما يختص بصاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - ومنها ما يختص بالقرآن الكربم، ومنها ما يختص بأتباع الدعوة الأوَّلين.
فصاحب الدعوة اتهموه بأنه ساحر، أو كاهن، أو مجنون، أو شاعر. وهذه التهم الأربع ورد ذكرها في القرآن مع تفنيدها والرد عليها. من ذلك قوله تعالى:{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} .
وهذه الأقاويل كلها من وحي الشيطان. والشيطان له وحي يوحيه إلى أولياءه، وليس هذا بخيال أو انتحال. وإنما هو حقيقة. فإذا تخاصم مؤمن وملحد. أو مُحق ومُبطل. وأورد المؤمن أو المحق براهينه في حلبة الجدال، سارع الشيطان يمد الملحد أو المبطل بأقاويل يزينها له، ثم يخدعه ليظل على ضلاله من الإلحاد أو الباطل، حتى لا تغلبه قوة الحق فينقاد له، ويخسر الشيطان جندياً من جنوده.