فكان اليهود يمدونهم بالأسئلة التي يجادلون بها صاحب الرسالة - صلى الله عليه وسلم -. ومع هذا فماذا صنع معهم بعد أن استقر به المقام بالمدينة؟
عرض عليهم الإسلام فأبوا. فلم يجبرهم عليه بقوة السلاح، ولم يستعمل ضدهم أية وسيلة من وسائل الضغط والإكراه، بل عقد لهم معاهدة أمان سلمية، أقرّهم فيها على عقائدهم وتأدية شعائرهم وطقوسهم الدينية حسب ما يعتقدون، وجعلهم مواطنين لهم من الحقوق، وعليهم من الواجبات ما على المسلمين سواء بسوء، لا محاباة ولا ظلم فيها، وفيما يلي نصوص وبنود المعاهدة:
* نصوص المعاهدة بين المسلمين واليهود:
"إن يهود بني عوف أُمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم. كذلك لغير بني عوف من اليهود.
وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم.
وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
وإن بينهم النصح والنصحية، والبر دون الإثم.
وإنه لا يأثم امرؤ بحليفه.
وإن النصر للمظلوم.
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مرده إلى الله - عز وجل -، وإلى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وإنه لا تُجار قريش، ولا مَن نصرها.
وإن بينهم النصر على مَن دهم يثرب، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.