وكما أحلّ طعامهم للمسلمين، وأحل طعام المسلمين لهم أحلّ نساء أهل الكتاب للمسلمين استثناءً من الأصل التشريعي العام:{وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ... } .
فقال في نفس الآية التي أحل فيها الأطعمة بين المسلمين وأهل الكتاب:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} .
فقد وضع القرآن النساء العفيفات من أهل الكتاب على قدم المساواة مع المسلمات العفيفات، وأحلَّهن جميعاً للمسلمين إذا خلون من الموانع وبُذلت لهن أجورهن - مهورهن - فلا حَرَج إذا من قيام مصاهرات شرعية نظيفة بين المسلمين واليهود والنصار. أما الزنا والسفاح واتخاذ العشيقات فهذا مقت وفاحشة حرَّم الله على عباده - مسلمين وغير مسلمين - اقتراف شيء منه مع مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو أي امرآة كانت.
لقد هيأ الإسلام لأهل الكتاب فرص الاندماج في المجتمع الإسلامي ...
زيارات يتبادلون فيها تناول الأطعمة. وزيجات ومصاهرات تقوى بها الروابط بين الأسر من المسليمن واليهود والنصارى. ومودات وصور من التعاون والعلاقات الإنسانية والإجتماعية تجمع ولا تفرق. تؤلف ولا تنفر. فما الذي يطلبه الحاقدون على الإسلام بعد هذا التودد والتأليف؟! عجب - والله - عجب.
* * *
* النداء الخالد:
قبل أن نودع حديث القرآن عن أهل الكتاب، نود أن نضع بين أيدي القراء ما عنَّونا له بـ "النداء الخالد" وهي آية آثرنا أن نختم بها هذا الحديث؛ لأنها مسك الختام - أو ختام المسك إن صحَّ هذا القول - وهي قوله تعالى الذي أمر المسلمون أن يقولوه لأهل الكتاب