والشباب الخمسة هم: هشام بن عمرو، وزهير بن أمية، والمطعم بن عدى، وأبو البحتري ابن هشام، وزمعة بن الأسود.
وبهذا العمل الجليل أزال الله عن النبي ومناصريه الغمة، وأحل اليُسر مكان العسر، والفرج مكان الضيق. وأنتصر الحق على الباطل وظهرت للأعداء قزة الإسلام. والعاقبة للتقوى.
* * *
* خلاصات موجزة:
سردنا في إيجاز سريع موقف قريش من الدعوة قبل الهجرة، وركزنا على ما بذلته من جهود في حربها الباردة وحربها الساخنة ضد الإسلام: رسولاً وقرآناً وأتباعاً. وكيف أنزلت صنوف التعذيب بالضعفاء من السابقين الأولين إلى الإسلام، وتفننت في وسائل التعذيب بالقدر المتاح لها كما تتفنن زبانية النظم الحديثة ضد خصومها السياسيين الآن في دول العالم: أساليب إجرامية وحشية تعصف بكل قيم الإنسانية الرحيمة. ومع ذلك فإن المسلمين في مكة في ذلك الوقت لم يشهروا في وجوه جلاديهم رمحاً ولا سيفاً، ولم ينثروا عليهم نبالاً، ولم يرشقوا سهماً، بل تحلوا بالصبر، واحتسبوا ما نالهم عند الله واضطر فريق منهم إلى ترك البلاد فراراً بدينهم.
والقرآن العظيم الذي كان جبريل رواًحاً به غدَّاء - كما قال أمير الشعراء شوقي - لم يأمرهم بقتال عدوهم، ولو كان أمرهم لفعلوا. وقد استأذن بعضهم صاحب الرسالة في التصدي للعدو مرات، فكان يقول:"لم أوذن بقتالهم"، حتى كانت الهجرة الكبرى إلى يثرب بعد عشر سنين من الجهر بالدعوة، فأين الإرهاب والعنف وسفك الدماء ومصادرة الحريات التي يتهمون بها الإسلام إذن؟ هذا فيما يتصل بالعهد المكي قبل الهجرة.
* * *
* سماحة الإسلام في العهد المدني بعد الهجرة:
بقى جانب مهم من سماحة الدعوة إلى الإسلام في العهد المدني بعد الهجرة. وقد بدأ