الفرس الذين كانوا في اليمن، بسبب صدق الخبر عن صاحب الدعوة الذي أذاعه ليلة وقوع الحادث.
* * *
* مغزى هذا الموقف:
إذا كان النجاشي والمقوقس من رسالتى رسول الله إليهما يخلوان مما يدعو إلى أي رد فعل عنيف، فإن موقف ملك الفُرس كان يقتضي إعلان الحرب عليه وعلى مملكته، للإهانة البالغة التي صدرت منه للرسالة والرسول. ومع هذا فإن شيئاً من هذا لم يكن. ومؤدى هذا كله أن حمل الناس على الإسلام بقوة السلاح لم يكن ولن يكون أبداً في الإسلام.
* * *
* كتابه إلى ملك الروم:
"بسم الله الرحمن الرحيم.... من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى، أسم تسلم. أسلم يؤتك الله أجرك مرتين. فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} .
وحمل الكتاب إلى هرقل الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي، ولم يتسرع هرقل في الرد، بل دعا إليه رجالاً من قريش كانوا بالشام للتجارة، وفيهم أبو سفيان بن حرب، فأخذ يسأل أبا سفيان - وكان ذلك قبل إسلامه - أشئلة دقيقة عن حياة صاحب الدعوى - صلى الله عليه وسلم - قبل اليعثة وبعدها. ودار بينهما حوار طويل قال هرقل عقبة لأبي سفيان: "إن كان ما تقول - أي عن النبي - حقاً، فسيملك موضع قَدمىّ هاتين، وقد كنتُ أعلمُ أنه