هذه لقطة من مسرح الدعوة إلى الإسلام، تجد في صدرها القرار الحاسم الذي لا رجوع فيه:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ... هكذا يجب أن يفهم جميع الناس في كل عصر ومصر، ثم تشرح الآية سبب رفض أهل الكتاب - وفي مقدمتهم اليهود - للإسلام، وهو بغيهم بعد مجئ العلم إليهم، وتنتهي الآية ببيان مصير هؤلاء الرافضين للإسلام، وتأتي الآية الثانية فتحدد للرسول الخاتم - صلى الله عليه وسلم - كيفية الرد على أهل الكتاب إن جاءوه مجادلين في شئون الدين وهي إسلام الوجه لله: أي الانقياد إليه وحده لا شريك له. وأن يقول لأهل الكتاب ولمشركي العرب الأميين. أقبلتم الإسلام ديناً كما أمر ربكم؟ وأن بعد هذا القول احتمالين: إما أن يقولوا: أسلمنا، وفي هذا يكونون قد اهتدوا.
وإما أن يتوَّولوا ويرفضوا الإسلام. وفي هذه الحالة تكون مهمة الداعي قد انتهت، وهي: البلاغ. ولا سلطة للداعي عليهم بعد البلاغ: أي ما عليك إلا البلاغ. وهذه مهمة كل الدعاة: رسلاً، وأتباع رسل.
ثم تأتي الايتان (٢١ - ٢٢) زيادة تنفير وتحذير من الكفر والمعاصي الناشئة عنه: قتل الأنبياء، وقتل الذين يأمرون بالعدل من الناس، بأن لهم بشرى عند الله هي العذاب الأليم.
ثم بيان حبوط أعمالهم في الدنيا والآخرة. ولن يجدوا لهم نصراء يدفعون عنهم العذاب.