للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فإنما عليك البلاغ]

{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٢٠) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} .

هذه لقطة من مسرح الدعوة إلى الإسلام، تجد في صدرها القرار الحاسم الذي لا رجوع فيه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ... هكذا يجب أن يفهم جميع الناس في كل عصر ومصر، ثم تشرح الآية سبب رفض أهل الكتاب - وفي مقدمتهم اليهود - للإسلام، وهو بغيهم بعد مجئ العلم إليهم، وتنتهي الآية ببيان مصير هؤلاء الرافضين للإسلام، وتأتي الآية الثانية فتحدد للرسول الخاتم - صلى الله عليه وسلم - كيفية الرد على أهل الكتاب إن جاءوه مجادلين في شئون الدين وهي إسلام الوجه لله: أي الانقياد إليه وحده لا شريك له. وأن يقول لأهل الكتاب ولمشركي العرب الأميين. أقبلتم الإسلام ديناً كما أمر ربكم؟ وأن بعد هذا القول احتمالين: إما أن يقولوا: أسلمنا، وفي هذا يكونون قد اهتدوا.

وإما أن يتوَّولوا ويرفضوا الإسلام. وفي هذه الحالة تكون مهمة الداعي قد انتهت، وهي: البلاغ. ولا سلطة للداعي عليهم بعد البلاغ: أي ما عليك إلا البلاغ. وهذه مهمة كل الدعاة: رسلاً، وأتباع رسل.

ثم تأتي الايتان (٢١ - ٢٢) زيادة تنفير وتحذير من الكفر والمعاصي الناشئة عنه: قتل الأنبياء، وقتل الذين يأمرون بالعدل من الناس، بأن لهم بشرى عند الله هي العذاب الأليم.

ثم بيان حبوط أعمالهم في الدنيا والآخرة. ولن يجدوا لهم نصراء يدفعون عنهم العذاب.

<<  <   >  >>