كانت قضية البعث من أبرز القضايا بعد قضية التوحيد التي أحدثت شقاقاً خطيراً بين الرسل وأقوامهم، ومشركو العرب ورثوا هذ الشقاق عن أسلافهم من الأمم الغابرة، فاستبعدوا واستحالوا أن يُبعث الأموات، ورددوا ما كان يقوله الكافرون من قبل من شبهات واهية استندوا إليها في إنكار البعث كما حكى عنهم القرآن الأمين. وكان موقف الوحي من هذا الإنكار واحداً في جميع الرسالات السماوية بلا خلاف بينها.
وقد نهج القرآن الحكيم فر دره على مشركي العرب المنكرين للبعث ما نهجه فر الرد عليهم في إنكار قضية التوحيد. فهو في كل موضع يتصدى فيه لهذه القضية يُصّور شبهات الخصوم تصويراً أميناً كما وردت على ألسنة مدعيها. ثم يكر عليهت مفنداً لها، وكاشفاً عما فيها من زيف وجهل، ونقدم فيما يأتي بعض النماذج القرآنية التي تصدت لدفع تلك الشبهات.