صدقاً. قال:"فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب: تَباً لك سائر الوم - اي هلاكاً - ألهذا جمعتنا؟ فنزلت:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}"
ويوقل مسلم: "لما نزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعمَّ وخص، فقال: يا معشر قريش، انقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة بنت محمد، انقذي نفسك من النار. فإني - والله - لا أملك لكم من الله شيئاً. إلا أن لكم رحماً وسأبلها ببلالها".
* * *
* موقف قريش:
رأت قريش في الدعوة الجديدة - الإسلام - عدواً لدوداً لها. فقد كانت وثنية تعبد اللاَّت والُعَّزى ومناة وهُبَل، وأصناماً أخرى كثيرة دنسوا بها البيت الحرام، ونصبوها في بيوتهم. فلما جاء الإسلام بالتوحيد الخالص. علمت قريش أن في ذلك قضاء على آلهتها ودينها ودين آبائها. بل وعلى سيادتها وعزتها التي كانت تتدثر بالكفر والوثنية.
لذلك آلت على نفسها بأن تقف لهذا الدين بالمرصاد، وتكيد له ما في وسعها الكيد. ونفذت رغباتها من خلال محورين كان الثاني منها بديلاً عن الأول لما رأوا فشله وقلة جدواه.
أما الأول فكان - كما يسمى الآن -: الحرب الباردة.
وأما الثاني فكان: الاضطهاد والتعذيب والتنكيل، وتضييق الخناق على من أسلم مهما كان قوياً - كأبي بكر - أم ضعيفاً مثل خباب بن الأرت. وفيما يأتي حديث موجز عن المحورين على الترتيب لمذكور.