أولاً: أروني أي جزء من الأرض كان من خلقهم وتكوينهم؟
ثانياً: إذا عجزتم عن نسبة شيء من الأرض إليهم فهل لهم شرك في السموات العلا؟
ثالثاً: إن ادعيتم شيئاً من ذلك لأصنامكم فأنتم تعلمون أن الدعاوى لا تصح ولا تثبت إلا باقامة الدليل عليها. فما هو دليلكم على ما تقولون؟ ألديكم كتاب حصلتموه قبل القرآن يقرر ما تقولون؟ إن كان لديكم فأبرزوه لنا. أجل ليس ليكم كتاب يقرر ما تقولون. فَدَعوا أمر هذا الكتاب ما دام ليس في حوزتكم. ولنسهل عليكم المر: ألديكم أثارة من علم صحيح - أي أثارة مهما ضؤلت - تؤيد قولكم؟ نبئوني بعلمٍ إن كنتم صادقين.
هكذا يضيق القرآن الخناق على المشركين ليُجلَّى لهم حقيقة الأصنام التي يدعونها من دون الله. والمقصود بهذا البيان هو مساعدتهم على الخروج من الضلال الذي هم فيه، لتتراءى لهم حقائق الإيمان فينقذوا بالإقبال عليه. ووسائل الإقناع السليمة هي التي استثمرها القرآن هنا وهو يتصدى لدحض شبهات الشرك ودواعيخ. فلا سيوف، ولا رملح، ولا خناجر، ولكن كلمات طيبات منيرات.
* * *
* الخطوة الثانية - وصف الداعين بعد وصف المدعوين:
فرغت الآية من آيات الأحقاف الثلاث من وصف، المدعوين: الأصنام، وانتهت إلى أنهم "لا شيء"، أما الآية الثانية فقد أبرزت في صورة الاستفهام الإنكاري:{وَمَنْ أَضَلُّ ... } وصف الداعين عبدة الأصنام: بأنهم بلغوا قمة الضلال وصاروا أوحديين فيه فلم يبلغ أح غيرهم مثل ما بلغوا هم من الضلال. فهم أئمة الضلال، وغيرهم تابعون لهم فيه.
* الأسباب:
ثم تبين الآية الكريمة أسباب الحكم عليهم بـ "الأضلية" فهم: _ أولاً - يدعون من لا يجيب دعاءهم إلى يوم القيامة، وفي هذا كناية عن تيئيسهم وإقناطهم السرمدي الدائم.