للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمثيل حقارة الأصنام]

* النموذج الرابع - من سورة الروم:

{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .

هذه الاية الحكيمة تمثل دوراً في الدعوة بالوسائل السليمة لنبذ شبهة الإشراك وتمكين عقيدة التوحيد في العقول والقلوب.

فهي ترقق المشاعر، وتهذب الوجدان، وتفتح القلوب الغُلْف، وتخاطب العقول المستنيرة، وتضع أمامها الحقائق في رفق ولين، لتقز منها - بعد أن تتأملها - إلى الحق الذي لا مفر منه.

وتسد - بذلك - ثغرة من المنافذ منها الشيطان إلى طوايا النفوس فيملأها أوهاماً ,وأضاليل. فالمشركون - كما حكى عنهم القرآن - يتذرعون في عبادتهم للأصنام بأنها شفعلؤهم عند الله؟

جاء ذلك صريحاً في قوله تعالى حكاية عنهم: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ... }

وكذلك قولهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى....} .

وهم - بهذا - يرفعون أصنامهم إلى درجة أن يكونوا نافذي الكلمة عند الله؟ وهذا الاعتقاد الضال تواجهه آية الروم السالفة الذكر مواجهة هادئة، ولكنها قوية السلطان، بالغة التأثير.

فالمثل المذكور فيها منتزع لهم من أحوال أنفسهم كما قال سبحانه: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ....} .

<<  <   >  >>