للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"لايصطادون إلا في الماء العكر" - هذا هو تاريخ أوروبا وحلفائها، تتناساه هي الآم، لتتفرغ في غير حياءء ولا خجل لمحاربة الإسلام، كما تتناسى أوروبا فظائعها وإجرامها وإرهابها الذي يجري الآن ضد مسلمي البوسنة والهرسك، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسلمون: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} .

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ....} .

لقد سلطت أوروبا - ومعها عظام الشيوعية النخرة - حماقها وسفاءها من الصرب على إبادة المسلمين في البلقان، فارتكبوا من الجرائم والفظائع ما لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب، وأوربا تتابع وهي متلجة الصدور، قريرة العيون، باسمة الثغور؛ لأن أرواح المسلمين تزهق، وماءهم تُسال، وحرمات نسائهم وفتياتهم تُنتهك، وأراضيهم تُسلب، ومقدساتهم تُداس يالأقدام، ومعاهدهم ومساجدهم تُهدم؟!.

كل هذا تنساه أوروبا بلا حياء لتقول إن الإسلام هو دين الإرهاب والعنف ومصادرة الحريات وعدم الإنسانية جمعاء؟

إنت المثل العربي القديم الذي يقول: "رمتني بدائها وأنسلت" أي وصفتني بالمرض الذي فيها وذهبت، هذا المثل يصدق كل الصدق على موقف أوروبا - الآن - من المسلمين والإسلام، ما لذلك من سبب سوى الحقد والحسد، وقديماً قال الشاعر في مثل هذه الظواهر:

حسداً بَلَّغُنَهُ في حقها وقديماً كان في الناس الحسد

إن تاريخ أوروبا وحاضرها معاً: إجرام في إجرام، وعنف في عنف، ولو كان عندها ذرة حياء أو مُسّكة من عقل لكفت عن بذاءاتها ضد الإسلام، ولكن الحقد أعمى أبصارها، وأصم آذانها، وحجُّر قلوبها فأخذت تهذى ضد الإسلام هذيان المخمور أو المحموم. ومن سلب الله من الحياء فلا يصدر عنه إلا الغرائب كما يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

* * *

<<  <   >  >>