الأوُّلين تلقاها محمد - صلى الله عليه وسلم - عن مُعَلّم من البشر، وليس وحياً من عند الله، ولو كان القرآن خيراً لكانوا هم أولى باتباعه والإيمان به من أتباع محمد الذين أكثرهم فقراء وضعفاء، واستبعدوا أن يكون صاحب الرسالة مختصاً بالوحي من دونهم.
وقد تضمنت آية النحل أبلغ رد وأفحمه على دعوى المشركين أن محمداً يعلمه بشر، وكان الذي ينسبون إليه تعليم صاحب الرسالة - صلى الله عليه وسلم - رجلاً أعجمياً لا يعرف العربية، ولا النبي يعرف اللغة الأعجمية التي يعرفها ذلك الرجل. وهو دليل عقلي قاطع مانع؛ إذ لا يصح في العقل أن رجلين لا يعلم كل منهما لغة الأخر أن يكون أحدهما أستاذاً ومعلماً للآخر، وهذا الدليل قائم في العقل إلى الآن، وحتى قيام الساعة.
ومن مواقفهم ضد القرآن الإعراض عن استماعه واللغو فيه وإثارة الضوضاء حوله حتى لا يسمعه أحد، مثل ما تصنع الدول الآن من "شوشرة" ضد إعلام دول أخرى إذا كان بينها عداء، وبخاصة الإعرم المسموع كالراديو.
وفي ذلك يقول الحق: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} .