حول المدينة، والوقوف على خطوط سيرها من وإلى المدينة ثم الطُرق المؤدية إلى مكة، والتي تصل بينها وبين المدن التجارية كاشام، ثم التعرف على القبائل الرابضة على مقربة من هذه الطرق وعقد معاهدات سلام بينها وبين مجتمع المدينة.
ومن أهداف هذه الطلائع الإعلان عن قوة المسلمين، واستقلال دولتهم الناشئة، وأنهم - بعد الهجرة - أصبح لهم كيان ورابطة. ومنها تحصين حدود المدينة، وهذه البعوث والسرايا كانت تخرج من المدينة مسلحة ومنظمة تنظيماً عسكرياً جيداً، ومن تلك الطلائع:
١- سرية سيف البحر:
خرجت في شهر رمضان سنة ١ من الهجرة، وكان أميرها حمزة بن عبد المطلب، عقد له لواء الإمارة صاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم -، وهو أول لواء عُقِدَ في الإسلام، وكان عدد فرسانها ثلاثين رجل كلهم من المهاجرين. فاعترضت عيراً لقريش قادمة من الشام (قافلة تجارية) قوامها ثلاثمائة رجل منهم أبو جهل. ثم تراصوا للقتال، ولكن مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للفريقين، سعى بينهما وحال دون وقوع القتال.
٢- سرية رابغ:
وقعت في شوال سنة ١ هـ بعث صاحب الرسالة بعثة من ستين رجلاً، جعل عبيدة بن الحارث أميراً عليهم، فلقى أبا سفيان في مائتى رجل ببطن الوادي المسمى "رابغ" وحدث بين الفريقين تراشق بالنبال ولم يقع قتال يذكر.
٣- سراية الحزار:
حدثت في ذي القعدة سنة ١ هـ وكان عدد فرسانها عشرين رجلاً كان أميرهم سعد ابن أبي وقاص، فتوجهوا إلى "الحزار" اسم موضع - يعترضون عيراً لقريش فوجودها قد مرَّت قبل وصولهم إلى الحزار بيوم واحد.