للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأولاً: اختيارهم الضلالة على الهدى ومحاولاتهم توريط المسلمين في مثل هذا الضلال الذي هم فيه. وهذه الجريمة ارتكبها اليهود المعاصرون لنزول القرآن.

ثانياً: تمردهم القبيح السافر على الحق المنزل على خاتم الرسل، وجهرهم بالعناد في قولهم: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} .

ثالثاً: ذعاؤهم على صاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - بالطرش في قولهم: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} أي مدعُوَّا عليك بـ "لا سمعت".

رابعاً: شتمهم له - صلى الله عليه وسلم - في قولهم: {رَاعِنَا} وهي في اللغة العبرية بمعنى: يا أحمقنا.

وخامساً: طعنهم في الدين الذي أرسل به خاتم الرسل.

مع هذه الجرائم الفظيعة لم يسلك معهم الإسلام إلا الإرشاد القولي بالوسائل السلمية. ترى ذلك في رد القرآن عليهم وفي تعقيبه على قولهم بقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} أي مكان: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} ، وقالوا: {وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا} أي بدل: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا} .

لو قالوا هذا بدل قولهم القبيح لكان فيه خير لأنفسهم، وإصلاح لفسادهم عقيجة وسلوكاً.

ثم سطوي القرآن هذه القبائح ويتوجه إليهم بالنصح والإرشاد ويحذرهم من مغبة ما هم فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ... } فهم لم يأمرهم بإيمان غريب ليس معهوداً ولا معروفاً لهم. فالتوراة التي أنزلها الله على موسى معهم وبين أيديهم، وفيها دعا موسى إلى عقيدة التوحيد وبشَّرَ بالرسالة الخاتمة - الإسلام - وصاحبها - محمد - صلى الله عليه وسلم - فِلمَ لا يؤمنون بالحق الذي يعرفونه من الكتب التي بين أيديهم؟.

<<  <   >  >>