للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن لهيعة، عن الأعرج، أفاد أنه يصرح بالتحديث عنه في أحاديث كثيرة (١).

ومثله ما رواه أبو داود، قال: " قيل لأحمد: سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أنكره، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين سمع منه، قال أحمد: وقتادة يدخل - يعني الحسن وعمران - بينهما هياج " (٢).

فذكر أحمد أولاً قرينة تدل على أنه سمع منه، وهي أن ابن سيرين قد سمع منه في رأي أحمد، وهو أصغر من الحسن بعشر سنين، ولم يرد أحمد إثبات السماع بمجرد ذلك، وإنما أراد بها أن ما ورد من التصريح بسماع الحسن من عمران بن حصين غير مستبعد، ولهذا قال أحمد: " ما أنكره "، وورود لقائه له وتصريحه بالسماع منه مشهور عند الأئمة، إلا أن أكثرهم على تخطئة هذا (٣)، ولعل أحمد عاد إلى تخطئته في نهاية الجواب، فإنه ذكر قرينة على عدم السماع، وهي إدخال واسطة بينه وبين عمران، وقد جاء عن أحمد روايات أخرى فيها إنكاره لتصريحه بالتحديث عن عمران (٤).


(١). "سنن ابن ماجه" حديث (٤٢٤٠)، و"مسند أحمد" ٢: ٣٤٩، ٣٥٠، و"شرح معاني الآثار" ١: ١٥.
(٢). " مسائل أبي داود " ص ٤٤٨.
(٣). انظر: " سؤالات أبي داود " ص ٢٨٩، و" معرفة الرجال " ١: ١٣٠، و " تاريخ الدارمي عن ابن معين" ص ١٠٠، و " علل ابن المديني " ص ٥١، و" المراسيل " ص ٣٨، ٣٩، ٤٥، و " تهذيب التهذيب " ٢: ٢٦٨.
(٤). " مسائل صالح " ص ١٨٩، و" المراسيل " ص ٣٨، ٤٥، و " الجرح والتعديل " ٨: ٣٣٩، و " الضعفاء الكبير " ٤: ٢٢٥.

<<  <   >  >>