للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها: أن يكونوا أتوا بلفظ: قال، أو عن ـ ولفظ: قال أظهر ـ، إذ هو مَهْيَع الكلام قبل أن يغلب العرف في استعمالهما للاتصال.

ومنها: أن يكونوا فعلوا ذلك عند حصول قرينة مفهمة للإرسال، مع تحقق سلامة أغراضهم، وارتفاعهم عن مقاصد المدلسين وأغراضهم.

ومنها: أن يكونوا أتوا بلفظ مفهم لذلك، فاختصره من بعدهم لثقة جميعهم ... .

وأما من سوى الصحابة فإنما فعل ذلك من فعله بقرينة مفهمة للإرسال في ظنه، وإلا عُدَّ مُدَلِّساً ... ، وبالجملة فلولا ما فهم قصد الإيهام بالإفهام من جماعة من الأعلام ما جاز أن ينسبوا إلى ذلك، ولَعُدُّوا مرسلين، كما عُدَّ من تحقق منه أنه لا يدلس إذا أرسل" (١).

وقيد الإيهام في صنيع الراوي حتى يعدّ مدلساً ورد في كلام أئمة آخرين قبل ابن رشيد، مثل الخطيب البغدادي (٢)، لكن هل قصد الإيهام يفهم من مجرد صيغة الرواية، وذلك بأن تكون محتملة للسماع وعدمه، أو هو أمر زائد عليها؟

ظاهر صنيع كثير من الأئمة المتأخرين وغيرهم من الباحثين ممن جمع أسماء المدلسين أن الإيهام يقع بمجرد صيغة الرواية، ولهذا ذكروا في المدلسين ـ كما تقدم قريباً ـ من وجدت منه صورة التدليس، وإن لم ينص إمام من أهل هذا


(١) "السنن الأبين" ص ٦٣ - ٦٥.
(٢) "الكفاية" ص ٣٥٧، ٣٦١.

<<  <   >  >>