للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبوزرعة الدمشقي: "كان صفوان بن صالح، ومحمد بن مصفى يسويان الحديث" (١).

وقال ابن حبان في إبراهيم بن عبدالله المصيصي: "كان يسوي الحديث" (٢).

كما يدخل هذا الصنيع في مصطلح آخر وهو (التجويد)، فيقولون: جوده فلان، أي جعل الإسناد جيداً، لكن التجويد أعم منه، فلا يشترط قصد التدليس والتغطية، إذ قد يكون ذلك وقع غلطاً، بل قد يكون الصواب مع المجوِّد، ثم إن التجويد قد يكون بزيادة راوٍ وليس بحذفه، فالتجويد إذاً جعل صورة الإسناد جيدة، في مقابل رواية أخرى فيها علة، بغض النظر عن الصواب منهما، وعن النية والقصد، وعن الحذف والزيادة، وليس هذا موضع شرح هذا المصطلح.

وقد ارتكب تدليس التسوية بعض المدلسين من الأئمة، كالأعمش، والثوري، وابن جريج، وهشيم (٣)، لكنهم لم يشتهروا به، ولعل ذلك لندرة ارتكابهم له.

واشتهر هذا النوع من التدليس عن بعض مدلسي أهل الشام، كالوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، ومحمد بن المصفى، وصفوان بن صالح، وإبراهيم


(١) "المجروحين" ١: ٩٤.
(٢) "المجروحين" ١: ١١٦.
(٣) "العلل ومعرفة الرجال ١: ٣٧٦، ٢: ٢٤٧ فقرة (٢١٣٨)، و"الكامل" ١: ١٦١، و"معرفة علوم الحديث" ص ١١٧، و"الكفاية" ص، ٣٦٤، ٣٦٥، و"النكت على كتاب ابن الصلاح" ٢: ٦٢١.

<<  <   >  >>