للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إن المعونة لتأتي من الله على قدر المؤونة ... " (١)، فقد سأل ابن أبي حاتم أباه وأبازرعة عنه، فقال أبوحاتم: "كنت معجباً بهذا الحديث حتى ظهرت لي عورته، فإذا هو: معاوية، عن عباد بن كثير، عن أبي الزناد"، وقال أبوزرعة: "الصحيح ما رواه الدراوردي، عن عباد بن كثير، عن أبي الزناد، فبين معاوية بن يحيى وأبي الزناد: عباد بن كثير، وعباد ليس بالقوي" (٢).

وعباد بن كثير هذا هو البصري، وهو متروك الحديث (٣).

وحديث آخر رواه بقية أيضاً، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي وذكر الحديث الذي رواه إسحاق بن راهويه، عن بقية، قال: حدثني أبو وهب الأسدي، قال: حدثنا نافع، عن ابن عمر قال: " لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عقدة رأيه ".

قال أبي: هذا الحديث له علة قل من يفهمها، روى هذا الحديث عبيدالله ابن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعبيدالله بن عمرو كنيته أبووهب، وهو أسدي، فكأنَّ بقية ابن الوليد كنى عبيدالله بن عمرو، ونسبه إلى بني أسد، لكي لا يفطن به، حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يهتدى له، قال: وكان بقية من أفعل


(١) "الكامل" ٢: ٤٧٠، ٦: ٢٣٩٧.
(٢) "علل الحديث" ٢: ١٣٣، وانظر: " الكامل" ٤: ١٤٣٥، ٦: ٢٢٤٢، و"كشف الأستار" ٢: ١٩٥ حديث (١٥٠٦).
(٣) "تهذيب التهذيب" ٥: ١٠٠.

<<  <   >  >>