كتاب الاتصال والانقطاع

المبحث الأول: شرط الاتصال والحديث الصحيح - إخراج مسلم أسانيد نزل فيها عن شرطه في العلم بالسماع! - ص: 400

عبد الله.

وأخرج مسلم من طريق يزيد بن حميد أبي التياح، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس حديث (البدن المعطوبة)، ثم أخرجه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس، عن ذؤيب أبي قبيصة (١).

وقتادة لم يسمع من سنان بن سلمة، قال ابن الجنيد: " قلت ليحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد يزعم أن قتادة لم يسمع من سنان بن سلمة الهذلي حديث ذؤيب الخزاعي في (البدن)، فقال ابن معين: ومن يشك في هذا، أن قتادة لم يسمع منه، ولم يلقه؟ " (٢)، وكذا روى ابن أبي خيثمة، عن ابن معين قوله: " قتادة لم يدرك سنان بن سلمة، ولم يسمع منه شيئاً " (٣).

وقتادة مشهور بالتدليس أيضاً، وما ذكره ابن عبد البر من أن شعبة قد روى هذا الحديث عنه (٤)، وعليه فيحتمل أنه قد صرح بالتحديث، لأن شعبة كان لا يحمل عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث - لا يفيد شيئاً، فإن ابن عبد البر ذكر هذا الإسناد معلقاً، فلابد من النظر في طريقه إلى شعبة، وقد قال رشيد الدين العطار عن إسناد قتادة عن سنان هذا: " وهذا الإسناد غير متصل عند جماعة من أهل النقل ... والعذر لمسلم رحمه الله أنه إنما أخرج هذا الحديث بهذا

---

(١). " صحيح مسلم " حديث (١٣٢٥ - ١٣٢٦).
(٢). " سؤالات ابن الجنيد " ص ٢٨٤.
(٣). " نصب الراية " ٣: ١٦٢.
(٤). " التمهيد " ٢٢: ٢٦٧، و " الاستذكار " ١٢: ٢٧٩.