للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله رواية أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود، عن أبيه، فجمهور الأئمة على أنه لم يسمع من أبيه، وقد توارد عدد منهم على تقوية حديثه عن أبيه، وعللوا ذلك، قال ابن رجب بعد أن ذكر حديثاً بهذا الإسناد: "وأبوعبيدة وإن لم يسمع من أبيه ـ إلا أن أحاديثه عنه صحيحة، تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه، قاله ابن المديني وغيره" (١).

ونقل أيضاً عن ابن المديني قوله في حديث يرويه أبوعبيدة، عن أبيه: "هو منقطع، وهو حديث ثبت" (٢).

وقال يعقوب بن شيبة: "إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة، عن أبيه في المسند ـ لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه، وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر" (٣).

وقال الشافعي في حديث لطاوس، عن معاذ بن جبل: "طاوس لم يلق معاذاً، لكنه عالم بأمر معاذ وإن لم يلقه، لكثرة من لقيه ممن أخذ عن معاذ، وهذا لا أعلم من أحد فيه خلافاً"، قال السخاوي بعد أن ذكر هذا: "وتبعه البيهقي وغيره" (٤).

ومثل ذلك يقال في تدليس سفيان بن عيينة، فقد تتبع الأئمة من يسمي إذا


(١) "فتح الباري" ٥: ١٨٧.
(٢) "شرح العلل" ١: ٥٤٤.
(٣) "شرح علل الترمذي" ١: ٥٤٤، وانظر: "شرح معاني الآثار" ١: ٩٥، و"سنن الدارقطني" ١: ١٤٥، و "النكت على كتاب ابن الصلاح" ١: ٣٩٨.
(٤) "فتح المغيث" ١: ١٦٣.

<<  <   >  >>